كلمة المكتب
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ والصّلاة والسّلام على أفصح من نطق بالضاد وعلى أهل بيته ساسة البلاد وسادة العباد.
اللغة العربية ـ دوامها وتطورها *
إنّ بقاء اللّغة العربية حيّة إلى يومنا هذا مدين ، دون شك ، للقرآن ، فلولاه لبادت هذه اللّغة ، كما بادت اللغات الأثرية القديمة.
لقد ارتقت هذه اللّغة بالقرآن ارتقاء عظيما ، فأصبحت تحمل أساليب الدعوة إلى توحيد الله وأساليب الاستدلال على البعث والنشور ، ومضامين قصص الأمم الغابرة ، ومناهج السلوك الفردي والاجتماعي ودخلت في هذه الأساليب مصطلحات جديدة عبادية وعقائدية ، ما كان لها وجود في هذه اللغة ، نظير : الفرقان والكفر والإيمان والشرك والإسلام والنفاق والصوم والصلاة والزكاة والتيمّم والركوع والسجود وغير ذلك من مصطلحات الدين الحنيف.
ويعدّ القرآن الكريم ايضا الدافع المحرّك وراء النهضة العلمية الّتي شهدها العالم الإسلامي منذ القرن الهجري الأوّل.
ولم يقتصر تأثير القرآن في ذلك فحسب ، بل انّه أحدث تحوّلا كبيرا في أسلوب اللغة العربية ونستطيع أن نفهم هذا التحول من مقارنة أسلوب القرآن مع ما وصلنا من الأدب الجاهلي. ولقد أدرك العرب في العصر الجاهلي هذا الإعجاز في الأسلوب القرآني ، وعلموا أنه يختلف تماما عمّا سمعوه من فصحائهم.
وتتجلّى عظمة اللغة العربية في أنها احتوت كلام الله المنزل على خاتم أنبيائه صلىاللهعليهوآله و
__________________
* انظر : موجز الأدب العربي وتاريخه ، الدكتور محمد على آذر شب ، ص ١٤ ـ ٢٠ ، المركز العالمي للدّراسات الإسلامية ، نقلناه بتصرّف واختصار.