من غير العرب مشاركة عظيمة احياء لدينهم حينما كانت بعيدة عن الإطار القومي وأصبحت لغة الأمّة الاسلامية. فجدير بنا أن نواصل جهود السلف الصالح كي نقضي على تحجيم لغة القرآن في إطار قومي ضيق.
٤. اللغة العربيّة مكملة للّغات الإسلامية :
لا يخفى على الطالب مقدار ما دخل من كلمات ومصطلحات وتعابير عربيّة في اللغات الاسلامية ، حتى لم يعد بإمكان دارس أيّ أدب من آداب العالم الاسلامي أن يتخلّى عن دراسة اللغة العربيّة. وعلى مرّ التاريخ والى يومنا هذا نجد الأدباء المسلمين من غير العرب من شعراء وكتّاب على علم باللّغة العربيّة وآدابها ، بل وكثير منهم قدّم نتاجا في الأدب العربي إلى جانب ما قدّم في لغته الأم.
٥. الصحوة الاسلامية :
إنّ العالم الإسلامي يشهد صحوة جبّارة تبدو فيها مظاهر العودة إلى ذاته ، وإلى استعادة عزّته المسلوبة وكرامته المنتهكة. وهذه الصحوة تتطلّب ترابط الشعوب الاسلاميّة ، وتظافر علماء المسلمين ، والبلدان الاسلامية. كما تتطلّب نموّ التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين الدول الإسلامية ، ولا شكّ أن المجتمع العربي والناطقين بالعربية يشكلّون ثقلا كبيرا في ميزان هذه الأمّة ، إذا فاللّغة العربيّة تستطيع أن تنهض بدور كبير في تنامي هذه الصحوة وفي تقوية أواصر التعاون والتفاهم بين المسلمين.
٦. المصالح المشتركة :
لبلدان العالم الاسلامي مصالح مشتركة سياسية واقتصادية وأمنية مع العالم العربي ، فضلا عن المشتركات الدينية والثقافية. وهذه المصالح المشتركة تفرض وجود علاقات متبادلة مع العالم العربي ، وكلّما توثقت هذه العلاقات أكثر ، ازداد استتباب الأمن وانتشار الرفاه واتّساع التنمية في بلدان المنطقة ، كما تزداد قدرة هذه البلدان على صيانة خيراتها وثرواتها وعلى الوقوف بوجه مطامع القوى الأجنبية. ولا شك أنّ اللغة العربيّة تستطيع أن تقوّي الأواصر بين أجزاء العالم الاسلامي.
٧. احتواء العربية على كثير من التراث الانساني :
اللغة العربيّة لغة تراث إنساني خالد ، حيث دوّن فيها مختلف العلوم منذ ١٤ قرنا ، ونقلت