توجيه مختلف التهم إليها.
وهكذا فقد أصاب اللغة العربيّة نوع من عدم النهوض في العالم الإسلامي وأصبح الطالب لا يقبل على فرع اللغة العربية ـ غالبا ـ إلّا مضطرّا.
من هنا ، لا بدّ من توضيح أسباب دراستنا للّغة العربية وآدابها لكي تنفتح أمام الطالب الآفاق الحقيقية لهذه اللغة ، وليكون ـ بإذن الله ـ أكثر عزما واهتماما بفرعه الدراسي ، وليتوجّه الوجهة المثمرة البنّاءة التي تؤهّله لحمل رسالته في الحياة.
١. اللغة العربية هي لغة الدين الاسلامي :
حيث لا يمكن لمسلم إلّا أن يتعلّم شيئا من العربيّة ليؤدّي صلاته ، ثمّ كلّما أراد أن يزداد معرفة بأمور دينه لا بدّ أن يزداد معرفة باللغة العربية ، فالقرآن والحديث مدوّنان بالعربيّة ، وأكثر العلوم الإسلاميّة مدوّنة باللّغة العربيّة. وقراءة الترجمة غير قراءة النصّ الأصلي ، لأن الترجمة ـ غالبا ـ تخلو من جمال بيان النصّ المترجم. واستشعار جمال البيان له أثر في فهم النصّ.
وإذا كانت اللّغات الفارسية والتركية والأرديّة هي لغات إسلامية قوميّة ، فاللغة العربيّة هي اللّغة الاسلاميّة العالمية. وكلما قويت الروح الدينية بين المسلمين قوى الإحساس بالحاجة إلى اللّغة العربيّة.
٢. اللغة العربيّة هي لغة تراث الأمة الاسلامية الخالد :
كان العلماء المسلمون على اختلاف انتماءاتهم القومية ولا زالوا يكتبون باللّغة العربيّة.
فقد دوّن علماء الطب والهندسة والفلك والرياضيات والكيمياء وهكذا علماء التفسير والفقه والحديث والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والعرفان ، على مرّ العصور ، أكثر كتبهم بالعربيّة. وإذا انقطعنا عن اللغة العربيّة فقد انسلخنا عن ماضينا الثقافي والحضاري وعن الجهود الجبارة التي بذلها علماء أمّتنا على مرّ التاريخ في سبيل المعارف الإسلامية والإنسانية.
٣. الاطار الاسلامي للّغة العربية :
لقد شارك في تدوين وتقويم علوم اللغة العربية ـ بمنظومها ومنثورها ـ علماء مسلمون