٤ ـ تلامذته
أما تلامذته فهم كثيرون ، وقد نقل عن أبى سعيد السمان ، أنه قال ؛ « دوّخت البلاد فما دخلت بلدا وناحية إلا وفيها من أخذ عن قاضى القضاة » ، وقال الحاكم فى رجال الطبقة الثانية عشرة من المعتزلة إنهم « أصحاب قاضى القضاة والذين قرءوا عليه وقرءوا على من فى طبقته من علماء المتكلمين » ، وقال فى موضع آخر : إنه قد اتفق له من الأصحاب ما لم يتفق لأحد من رؤساء الكلام (١).
وكان من أشهر تلامذته ، رجال الطبقة المذكورة :
١ ـ أبو رشيد النيسابورى ( سعيد بن محمد ) ، قال فيه الحاكم : « وكان بغدادى المذهب ، واختلف إلى مجلسه وهو نصف ، فدرس عليه وقبل عنه أحسن قبول ، وصار من أصحابه. وإليه انتهت الرئاسة فى المعتزلة بعد قاضى القضاة ...
وكان القاضى يخاطبه بالشيخ ، ولا يخاطب به غيره ) (٢). وله تصانيف جيدة منها كتاب « ديوان الأصول » (٣) فى فتاوى الكلام.
__________________
ـ وانظر فى إشادته ، رحمهالله ، برد القاضى عبد الجبار على الباطنية : مقدمته لكتاب ( كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة ) المطبوع مع كتاب ( التبصير فى الدين ) للاسفرايينى ـ كلاهما بتحقيقه ـ ص : ١٩٠.
(١) شرح عيون المسائل ١ / ١٣٠.
(٢) المصدر السابق ، ورقة ١٣٥.
(٣) والقاضى هو الذى أحال على تلميذه الكتابة فى هذا الموضوع ؛ قال الحاكم : ( وسمعت غير واحد من مشايخنا يقول إن قاضى القضاة سئل أن يصنف كتابا فى فتاوى الكلام يقرأ ويعلق ، كما هو فى الفقه ، وكان مشغولا بغيره من التصانيف فأحال على أبى رشيد ، فصنف ديوان الأصول ، وابتدأ بالجواهر والأعراض ، ثم بالتوحيد والعدل ) شرح العيون ١ : ١٣٥.