وقد توفى فى مدينة الرى ، ودفن فيها بداره ، رحمهالله.
٢ ـ نشأته وتوليه القضاء
نشأ القاضى فى أسرة فقيرة رقيقة الحال ، من أب يعمل حلاجا فى سواد همذان ، وشب الابن على هذه الرقة التى لازمته حتى بعد زواجه ورزقه بالولد ، ولكنه ما لبث بعد أن اتصل بالصاحب ابن عباد وولى قضاء الرى ، أن أثرى ثراء واسعا ، واقتنى المال والعقار.
وكان سبب توليه القضاء : أن الصاحب إسماعيل بن عباد ـ أشهر وزراء دولة بنى بويه فى العراق وفارس وخراسان ، المتوفى سنة ٤٨٥ ـ كان لا يرى تولية القضاء ، فى دولته الشيعية ، إلا لمن كان معروفا بالاعتزال (١) ، وكان عبد الجبار بدأ يعرف بإمام المعتزلة فى عصره ، فاتصل به الصاحب واستدعاه إلى الرى ، وكتب له عهدا بتوليته رئاسة القضاء فى الرى وقزوين وغيرهما من الأعمال التى كانت لفخر الدولة سنة ٤٦٧ ، ثم أضاف إليه بعد ذلك فى عهد آخر إقليمى جرجان وطبرستان بعد « فتحهما » فيما يبدو (٢).
__________________
(١) انظر شرح عيون المسائل للحاكم الجشمى ١ / ١٥٥ ـ مخطوط ـ حيث أطال المؤلف ـ وهو معتزلى يذهب فى الفروع مذهب الزيدية ـ الحديث عن « الصاحب الجليل كافى الكفاة رحمهالله » بعد فراغه من تعداد المعتزلة من آل بويه ، فقال فيه : إنه جمع بين الكلام والفقه والحديث واللغة والنحو ، وبين النظم والنثر. وقال : إنه قرأ الكلام على أبى عبد الله ـ أحد شيوخ القاضى ـ وإنه كان فى ابتداء أمره إماميا ثم رجع إلى الاعتزال. وفى « ظن » الحاكم أنه كان زيديا ، ونقل عن القاضى قوله : « مولانا الصاحب شيعي الشعر ، معتزلى التصنيف ». وانظر جولد تسهر : مذاهب التفسير الإسلامى ص ١٨٩.
(٢) انظر لسان الميزان ٣ / ٣٨٧ ورسائل الصاحب : تحقيق عبد الوهاب عزام والدكتور ضيف ، صفحة ٣٤ صفحة ٤٢ الطبعة الأولى.