شِربكم (١) ، هذا والعهد قريب ، والكلم رَحيب (٢) ، والجُرحُ لمّا يَندَمل (٣) ، والرسول لمّا يُقبَر (٤) ، إبتداراً زعمتم خوف الفتنة (٥) ، « ألا : في الفتنة سَقطوا وإنّ جهنّم لمحيطة بالكافرين ».
فهيهات منكم! وكيف بكم؟ « وأنّى تؤفكون » (٦) ، وكتابُ الله بين أظهركم ، أموره ظاهرة ، وأحكامه زاهرة ، وأعلامه باهرة ، وزواجره لائحة ، وأوامره واضحة ، وقد خلّفتموه وراء ظهوركم.
أرَغبةً عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ « بئس للظالمين بدلاً » ، « ومَن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبَل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ».
__________________
١ ـ الشِرب ـ بكسر الشين ـ : النصيب من الماء.
٢ ـ الكلم : الجرح. رَحيب : واسع.
٣ ـ اندمل : تَماثَل للشفاء والإلتئام.
٤ ـ يُقبَر : يُدفَن.
٥ ـ ابتداراً : مُعاجلةً منكم في غصب الخلافة.
٦ ـ تؤفكون : أي تُصرفون.