وإذا كان السبق ميزة للعلماء المؤلفين من تلامذة أهل البيت عليهمالسلام فإن العمق والغني والتنوع هي ميزات أخرى يلمسها من تأمل نتاجهم وخامر بفكره مسائل الإسلام وحقائق الحياة.
ولا غرو في ذلك فإن هؤلاء الافذاء قد وردوا مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله من أبوابها واغترفوا من أنهار أهل بيته فوجدوها معنيا لا ينضب وأنهارا فراتا لا يحتاج واردها إلى تلمس الوشل والثماد.
وإن نظرة في نتاج علماء هذه الطائفة تجعل الإنسان يتعجب من وفرة هذه المؤلفات وتنوعها وغنى هذا التراث وأصالته .. ثم يتعجب كيف وصل إلينا الكثير الوفير من هذه المؤلفات على رغم عصور الظلم والإضطهاد المتمادية ورغم أن عدد هذه الطائفة كان يتناقص في بعض الأدوار والمناطق حتى ليقول القائل انتهت طائفة الشيعة أو كادت !
ولا يسع المجال لأن نستعرض فهارس هؤلاء المؤلفين وفهارس مؤلفاتهم من أول قرون الإسلام إلى يومنا هذا فحسبنا أن نحيل القارى على كتاب ( تأسيس الشيعة لفنون الإسلام ) لمؤلفه المؤرخ آية الله السيد حسن الصدر قدسسره. كما لا يسع المجال أن نستعرض أهم النوابغ والقمم من مؤلفي الشيعة ونحن نقدم كتابا يشمل مكتبة واحد منهم وفهرس مؤلفاته ومخطوطاتها ذلك هو العبقري الفذ العلامة الحلي قدسسره ( ت ٧٢٦ ه ) فهو بلا شك شاهد شامخ في هذا الميدان بما خلفه من عطاء غزير كان وما زال مصدرا للباحثين في علم الفقه والأصول والكلام وغيرها من العلوم الإسلامية.