الاختلاف عن الإمام علي سلام الله عليه لعرفنا عدم امكان اعتماد ما تنفرد بها العامّة عن أهل البيت ؛ لكونه فقه حكومي ابتنى على المصالح ويصبّ في مشرعة الخلفاء. فقد يروى النهج الحاكم أخباراً عن الإمام لتحكيم أحكام سلطانية صادرة من قبل الخلفاء وأصحاب النفوذ ، ولا نشك في أنّ كثيراً من كبار الصحابة كانوا خصوماً بارزين للإمام علي عليهالسلام ، كما لا نشكّ في أنّ لهذه الخصومة مردودها السلبي على اصول الدين الإسلامي ، والمنقول عن رسول الله على وجه الخصوص.
اما عن المحور الرابع : فلا يمكننا أن نعتبر ما تنفرد بها الشيعة الإمامية شيئاً غريباً عن فقه المسلمين ؛ لأنّهم اتباع مدرسة أهل البيت وابنائهم ، وهؤلاء قد يختصون بأمور لا يطّلع عليها الاخرون من فقه وحديث رسول الله ، وهو امر طبيعي يشاهد عند اتباع كل مذهب ، فقد تقف على اشياء عند اتباع مالك لا يعرفها اتباع أبي حنيفة النعمان عن مالك ، وأبو حنيفة تفرد بأشياء لا يعرفها الشافعي ، وهكذا فإن لكل مذهب معايير واُمور خاصّة به ، وقد يتبلور ما نقوله بعد وقوفنا على الجو السياسي الحاكم انذاك ، ومطاردة الحكام لأهل البيت ، فقد يكون أهل البيت قد خصوا بعض اتباعهم ببعض الروايات والاخبار خوفاً من الاتجاه الحاكم.
فقلت لذلك العالم السني : هذا هو المنهج المقترح ، فهل لك اقتراح اخر ؟