وعن عائشة : ان النبي (ص) كان يفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بـ « الحمد لله رب العالمين ».
وبين قائل بأنه يقرأ بها سرا ولا يجهر بها ولا تختلف الرواية عن أحمد : ان الجهر بها غير مسنون قال الترمذي : وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي (ص) ومن بعدهم من التابعين وبه يقول الحكم وحماد والأوزاعي والثوري وابن المبارك وأصحاب الرأي.
نعم يروى عن عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد بن جبير ، الجهر بها وهو مذهب الشافعي » (١).
وفي هذا الجو المزدحم بأقاويل حول نفس البسملة في الصلوات كلها ، والجهر بها في خصوص الجهرية منها ، يقول الامام « والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم واجب » ولا يريد منه الا الجهر في الصلوات الجهرية دون الإخفائية ولا يظهر هذا المعنى الا بالرجوع إلى آرائهم المطروحة حول البسملة ولأجل ذلك يقول الإمام أبو عبد الله الصادق عليهالسلام : كتموا بسم الله الرحمن الرحيم فنعم والله الأسماء كتموها (٢).
ويقول الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة طويلة حول الأحداث التي ظهرت بعد رسول الله (ص) وعارضها الامام : وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (٣)
لزوم دراسة الفقه المقارن
بهذا البيان يتجلى لزوم دراسة الفقه الإسلامي بشكل مقارن وبعرض المناهج والمدارس الفقهية بعضها على بعض والقضاء حولها بالكتاب والسنة وسائر الأدلة الاجتهادية حسب ما فعله شيخ الطائفة الطوسي في خلافه والعلامة في تذكرته ومنتهاه ، فان لتلك الدراسة مزايا ومعطيات خاصة لا توجد في الدراسة على أساس مذهب واحد
__________________
(١) لاحظ مغني ابن قدامة ج ١ ص ٤١٨ ـ ٤٢٠ ـ راجع الخلاف ج ١ ص ١٠٣ ـ المسألة ٨٣.
(٢) الوسائل الجزء ٤ ـ الباب ٢١ ـ الحديث ٢.
(٣) روضة الكافي ج ٨ ص ٦١.