شيئا ، وربّما يوجب الحسد وضع ذلك لتنقيص الفضل كما لوّح الى ذلك أبو محمّد بقوله فى خبر البوزجانىّ ، وكان يغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم ، وقد سمعت من الامام (ع) ردّ من ادّعى كون مرض الفضل من دعائه (ع) وسمعت أيضا أنّ مرضه نشأ من تعبه من الفرار من الخوارج.
وفى آخر كلام الكشّىّ كلام يتضمّن الجواب عن التّوقيع ونحوه وهو قوله :
وقف بعض من يخالف يونس والفضل وهشاما قبلهم فى أشياء واستشعر فى نفسه بغضهم وعداوتهم وشنآنهم على هذه الرّقعة وطابت نفسه وفتح عينيه وقال : ينكر طعننا على الفضل وهذا امامه قد أوعده وهدّده وكذّب بعض وصف ما وصف ، وقد نوّر الصّبح لذى عينين فقلت له : أمّا الرّقعة فقد عاتب الجميع وعاتب الفضل خاصّة وأدّبه ليرجع عمّا عسى قد أتاه من لا يكون معصوما وأوعده ولم يفعل شيئا من ذلك بل ترحّم عليه فى حكاية بورق ، وقد علمت أنّ أبا الحسن الثّاني وأبا جعفر ابنه بعده صلوات الله عليهما قد أقرّ أحدهما وكلاهما صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان لم يرض بعد عنهما ومدحهما ، وأبو محمّد الفضل ـ رحمهالله ـ من قوم لم يعرض له بمكروه بعد العتاب ، على أنّه قد ذكر أنّ هذه الرّقعة وجميع ما كتب الى ابراهيم بن عبده كان مخرجهما من العمرىّ وناحيته والله المستعان ( انتهى ).
ولقد أجاد الفاضل المجلسىّ الأوّل حيث قال فيما نقله عنه سبطه المولى الوحيد (ره) [ فى تعليقته على منهج المقال ] :
الظّاهر أنّ ذمّه لشهرته كزرارة مع أنّ الشّهرة يلزمها أمثال هذه للحسد فانّه ذكر العامّة أنّ البخارىّ لمّا صنّف صحيحه فى كشّ جاء الى سمرقند فازدحم عليه المحدّثون أكثر من مائة ألف محدّث وكان يحدّثهم على المنبر فحسده مشايخ سمرقند واحتالوا لدفعه ، فسمعوا أنّ البخارىّ يرى حدوث القرآن وكان أكثرهم أشاعرة فسأله واحد منهم : ما يقول شيخنا فى القرآن قديم أو حادث؟ فقرأ : ما يأتيهم من ذكر