التثبت والتحري ، فلو كان يثريد التثبت لا يجوز له إرشاد الناس إلى عدم التحدژث مطلقاً بقوله : ( لا تحدثوا عن رسول الله شيئاً ) ، فمجيء النكره ( شيئاً ) بعد النهي ( لا تحدثوا ) تفهم أن الخليفة لا يريد التحدث بأي شيء عن رسول الله ، أي أنّه يريد الاكتفاء بالقرآن ، وهو ما صرح به بالفعل بقوله : ( بيننا وبينكم كتاب الله ).
ومثله الحال بالنسبة إلى موقفه من صحيفته ، فالحرق لا يتفق مع التثبت ، فلو كان يريد التثبت لأشار إلى ضوابط ومعايير علمية في التثبت ، أو لأحال الأمر على الصحابة الموجودين عنده للبت والتثبت فيما رواه ، أو لاتخذ ما اتخذه رسول الله مع الذين كانوا يتحدثون عنه صلىاللهعليهوآله (١).
_________________
(١) روى رافع بن خديج قال : مر علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما ونحن نتحدث ، فقال : ما تحدثون ؟
فقلنا : ما سمعنا منك يا رسول الله.
قال : تحدثوا ، وليتبوا مقعده من كذب عليّ من جهنم ! ومضى لحاجته ، وسكت القوم ، فقال صلىاللهعليهوآله : ما شأنهم لا يتحدثون ؟!
قالوا : الذي سمعناه منك يا رسول الله !
قال : إني لم أُردْ ذلك ، إنما أردت من تعمّد ذلك ، فتحدثنا.
قال : قلت : يا رسول الله ! إنا نسمع منك أشياء ، افنكتبها ؟