زمن غلبت فيه العصبية والقبلية ، فصارت هذه الأحاديث شريعة يأخذ بها كثير من المسلمين.
وأمّا الحديث عند الشيعة فلم يمرّ إلاّ بمرحلة واحدة ، وهي التدوين فقط والأخذ عن رسول الله وما كتبه علي بن أبي طالب « من فيه صلّى الله عليه وآله وسلم ليده » فكان لجميع أهل البيت صحف وكتب (١).
فأهل البيت لم يكونوا يفتون بالرأي ، بل يحكّمون النص وكتاب علي في كلماتهم وأقوالهم واستدلالاتهم على الخصم.
ومن هنا صار عند المسلمين اتجاهان :
أحدهما : يعتبر الرأي.
والآخر : يستقي من النص لا غير.
وبما أنّ أهل البيت كانت عندهم صحف ومدونات ( ومنها كتاب علي ) ، وأنّهم كانوا لا يفتون بالرأي والقياس ، فقد أمروا أصحابهم
__________________
(١) لعلي بن أبي طالب عدة كتب منها : الصحيفة ، الكتاب ، الجامعة ، .... وقد جمع أخبار صحيفة علي بن أبي طالب عن رسول الله الأستاذ فوزي عبدالمطلب في كتاب وطبع في حلب عن دار السلام.
ولو أردت أن تنظر قسما آخر من صحف أهل البيت ، فراجع كتاب منع تدوين الحديث للمحاضر : ٣٩٧ ـ ٤٦٥.