وما كان لهذا العمل الموسوعي الكبير بمجلداته العديدة أن يظهر في الثوب القشيب ، لو لا تضافر الجهود التي بذلت من نسخ وإِعداد وطباعة ومراجعة وإِخراج ، كل ذلك جرى في رحاب دار الفكر بريادة مديرها الأخ العالم الفاضل الأستاذ محمد عدنان سالم الذي منحنا من فكره وصبره وحكمته الشيء الكثير ، وكانت له متابعة يومية لمجريات العمل داخل الدار ، ومتابعة المحققين وتذليل كل المصاعب التي تحول دون إِتمام العمل أو تؤخر مسيرته ، وتضافرت جهود جميع العاملين في دار الفكر في سبيل خدمة هذا العمل ، وطالما تفرغت أجهزة الدار لصالح هذا الكتاب ، وتتابعت الاجتماعات واللقاءات ليصل الكتاب إِلى الصورة التي يتمناها كل من يخدم تراثنا العربي الإِسلامي.
وفي هذا السياق لا يسعنا إِلا أن نشكر الأخ الدكتور محمد الدالي الذي أفدنا كثيراً من ملحوظاته القيمة في تحقيقه لأوائل كتاب ( شمس العلوم ) من حرف الألف إِلى حرف الحاء. وكم يحزننا وفاة الصديق العالم المرحوم الأستاذ محمد المصري الذي عمل معنا في نساخة الكتاب ومقابلة أصلين من أصوله. وحين وافاه الأجل كان قد ترك تلميذاً مجتهداً هو ابن أخيه الأستاذ الأديب حسان أحمد راتب المصري الذي أكمل ما كان عمه قد بدأه.
ومنذ بداية دفع هذا العمل للطباعة كان الأستاذ الباحث محمد وهبي سليمان مدير قسم الدراسات والبحوث في دار الفكر بدمشق هو الذي تحمل عنا عناء التنسيق والإِخراج حيث كان لقسم الدراسات في دار الفكر دور في متابعة العمل ، وتسديد ما يمكن تسديده ، حيث قام قسم الدراسات بمراجعة تخريجنا للأحاديث النبوية التي عدنا إِليها في أصولها وتنبيهنا إِلى أي سهو أو نقص في تخريجاتها ، ومن ثم متابعة تصحيح المصفوف من الكتاب في تجاربه الأولى ، وأخيراً فهرسة الكتاب فهرسة شاملة لإِصدارها في جزء خاص ، ليسهل الرجوع إِلى الكتاب وتتم الفائدة منه ، فجزاه الله والعاملين معه في الدار خير الجزاء.