تكون في اللهجات اليمنيّة وافيةَ الذِّكر ، كاملةَ التّصْريف ، واضحَةَ الدلالات في مختلف الاسْتعمالات ، كما أنها ترد في الأشعار والأمثال والحِكم الزّراعية ، فتكتسب رُوحاً وأبعاداً عميقةً في النُّفوس. فمثلاً قال نشوان مما قال : « وحميرٍ تسمي أيلول : ذا الصِّراب ، لأن فيه صِرام الزَّرع » وفي هذا فائدتان ، إِحداهما أنه حدَّد شهراً من شهور السنة وفي ذلك عون لمن بذلوا جهوداً في جمع شهور السنة الحميرية ، فهو قد ذكر الشهر الحميري ومقابله من الأشهر المعروفة وهو أيلول ( سبتمبر ). وثانيتهما أنه بين لنا طريقة نطق اسم هذا الشهر ، لأن كتابته في النقوش بموجب قاعدتها في حذف حروف اللين هكذا ( ذصربن ) ، وهي كتابة تترك لكل دارس طريقته في نطقها ولا تقطع به ، وقد قام نشوان بنقل أداة التعريف وهي نون في آخر الكلمة وقبلها ألف محذوف ، وجعل تعريفه بالألف واللام في أول الكلمة وكتبها بألف بعد الراء ، أي أن القراءة الصحيحة التي كان ينطق بها أصحاب النقوش هي ( ذو صرابان ).
٤ ـ بعض الأمثال الحميرية باللهجة الدارجة.
٥ ـ صورة خط المسند ، وذكر الكلام الحميري الذي أيدته نقوش المسند التي اكتشفت حديثاً ، وكذلك الأخبار والأشعار السابقة.