بعرق طويل في الأرض طرية فيها تشقيق ولونه إلى الصفرة والغبرة قليلا ، وله طعم حار وعرف طيب وله ثمرة صغيرة صفراء مجتمعة في أطراف عيدانها مرة الطعم ، وله حب مثل حب الجرجير ، ولأصل هذا النبات قوّة حارة تطرد البرد ، وتأكل البلغم وهي تنبت بالشأم وفي السواحل أيضا وفي الرمال ويؤخذ من ورقه وهو أخضر فيدق مع لبان وطلاء ثم يلصق منه على ورم الخصي وعلى كل ورم فسخ أو لحم مرضوض أو انفساخ عصب أو ضربان مفاصل وكلما جف كان ألزم له وتطبخ عروقه بماء ، ثم يشرب منه من كان به زكاما شديدا ومن ببرد في رأسه ومن ببرد في صدره أو من به سعال. لي : تعرف هذه الحشيشة بالديار المصرية وخاصة بثغر الإسكندرية بالزنجبيلية وهي كثيرة بها على ساحل البحر وكثيرة أيضا بساحل غزة من أرض الشأم ، وقد جمعته من هناك مرة وعملت من لحاء أصوله مربى بالعسل ، وكان من أبدع الأشياء وألذه طعما وأطيبها رائحة وهو مسخن مطيب للنكهة والجشاء هاضم للطعام نافع من الأبردة مدر للبول مسخن للكلى والمثانة.
فتيت : الرازي : والفتيت أيضا أجود ما يستعمله الناس للاغتذاء استعمالا كثيرا وهو أيضا منفخ ويولد الأمراض الباردة والريحية كالقولنج ووجع الجنب والخواصر ، ويذهب ذلك منه أن يتخذ خبزه بالسمسم والكمون والنانخواه ويكثر بورقه ويجاد تخميره ويشرب بالسكر فيسرع انحداره ويقل ويلطف نفخه ، وينبغي أيضا أن لا يجمع بين الفتيت والفواكر الرطبة ولا أن يؤخذ في وقت قريب بعضه من بعض ولا يتعرض له أصحاب أوجاع المعدة والقولنج. غيره : يجب أن يلت قبل أخذه بدهن اللوز الحلو وأن يكون قد جففه في الظل تجفيفا محكما والسكر يصلحه جدا.
فجل : ديسقوريدوس في الثالثة : هو مولد الرياح طيب الطعم ليس بجيد للمعدة مجشيء يدر البول مسخن ، وإذا أكل بعد الطعام لين البطن ويعين في نفوذ الغذاء ، وإن أكل قبل الطعام دفع الطعام إلى فوق ولم يدعه يستقر في المعدة ، وإذا أكل قبل الطعام سهل القيء ، وقد يلطف الحواس ، وإذا أكل مطبوخا كان صالحا للسعال المزمن والكيموس الغليظ المتولد في الصدر وقشر الفجل وحده إذا استعمل بالسكنجبين كان أشد تسهيلا للقيء من الفجل وحده ، ويوافق المحبونين وإذا تضمد به وافق المطحولين ، وإذا استعمل بعسل وتضمد به قلع القروح الخبيثة والعارض تحت العين مع كمودة لون الموضع ونفع من لسعة الأفعى ، وإذا خلط بدقيق الشيلم أنبت الشعر في داء الثعلب وجلاء البثور اللبنية ، وإذا أكل نفع من الاختناق العارض من أكل الفطر القتال ، وإذا شرب أدر الطمث ، وبزر الفجل إذا شرب بالخل قيأ وأدر البول وحلل ورم الطحال ، وإذا طبخ بالسكنجبين وتغرغر بطبيخه وهو حار نفع من الخناق ، وإذا شرب بالشراب نفع من نهشة الحية التي يقال لها فرسطس ، وإذا تضمد به بالخل قلع قرحة الغنفرانا قلعا قويا ، وأما الفجل البري الذي تسميه أهل رومية أرموراميون فإن ورقه شبيه بورق الفجل البستاني وهو أشبه شيء بالخردل البري منه بالفجل البستاني ، وله أصل دقيق طويل طعمه إلى الحرافة ما هو وقد يطبخ الورق والأصل ويؤكل والفجل البري مسخن ملهب مدر للبول. الفلاحة : وأما الفجل الشامي وهو الفجل المروّس فهو نبات ورقه كورق السلجم وأصله كأصله أبيض نقي البياض حريف يؤكل نيئا ومطبوخا وهو أسخن من السلجم مدر للبول محلل للرطوبات مزعج لها ، وإذا