واطرح عليه من الدار شيشعان وعود البلسان وقشري الكفري وقصب الذريرة من كل واحد مدقوقا دقا جريشا قدر درخمي ١٢ وصب عليه من الشراب العتيق الذي من الموضع الذي يقال له أسلس ٩ أواقي وضعه على جمر واغله ثلاث غليات ، ثم ارفع القدر عن النار ودعها بما فيها يوما وليلة فإذا أصبحت فاسخن القدر حتى يذوب الشحم ثم صفه في إناء من فضة بخرقة كتان نظيفة فإذا جمد فخذه بصدفة وصيره في إناء خزف وسد فمه سدّا جيدا واخزنه في موضع بارد وليكن فعلك لما وصفت في الشتاء فإنه في الصيف لا يجمد ومن الناس من يخلط به الموم من موم البلاد التي يقال لها طولى ليجمد وعلى هذا فلتطيب شحم الخنزير وشحم الدب وما أشبه ذلك من الشحوم وقد يطيب الشحم في الجملة بالمرزنجوش على هذه الصفة. خذ من الشحم الذي قد أجيد علاجه نحوا من منّ وأصلح ما استعمل فيه هذا التدبير شحم الثور ومن المرزنجوش الطري مرضوضا رضا غير شديد مقدار منّ ونصف واخلطهما واعمل منهما أقراصا ثم خذ الأقراص وصيرها في إناء وصب عليه من الشراب مقدارا صالحا وغط الإناء ودعه ليلة فإذا أصبحت فخذ ما فيه وصيره في قدر فخار وصب عليه ماء واغله بنار لينة فإذا ذهب عن الشحم رائحته فضعه في إناء وغطه ودعه الليل أجمع فإذا أصبحت فخذ من الشحم ما وصفنا واطرح عكره واخلط به أيضا من المرزنجوش مدقوقا كما وصفت مقدار منّ ونصف وصيره أقراصا وافعل به كما فعلت أوّلا فإذا بلغت من هذا التدبير المقدار الكافي وأغليته في آخر مرة وصفيته وطرحت عكره ووسخه إن كان له وسخ وعكر وخزنته في موضع بارد ، وإذا أحببت أن تحفظ الشحم على وجهه من غير أن يعالج بما وصفنا من العفن والفساد فافعل هكذا خذ من أي شحم أحببت طريا واغسله واستقص غسله ثم ضعه في ظل فوق منخل فإذا جف فضعه في خرقة كتان واعصره بيدك عصرا شديدا ثم شكه في خيط كتان وعلقه في ظل وبعد أيام كثيرة ضعه في قرطاس جديد واخزنه في موضع بارد ، وإن صيرت أيضا الشحوم في عسل وخزنت لم تعفن وقوّة الشحوم مسخنة وشحم الثور يقبض قبضا يسيرا وكذا شحم إناث البقر وشحم العجاجيل وقد تشبه هذه الشحوم شحم الأسد ، وقد يقال أنه إذا تمسح به إنسان لم ينله ممن يخاف غائلته أذى من الناس إذا لقيهم مكروه ، وشحم الفيل وشحم الأيايل إذا تلطخ به طرد الهوام وشحم الأوز وشحم الدجاج نافعان لأوجاع الرحم والشقاق العارض للشفتين ولصقال الوجه ووجع الأذن وشحم سمك نهري إذا أذيب في الشمس وخلط بعسل واكتحل به أحدّ البصر وشحم الأفعى إذا خلط بقطران وعسل من عسل البلاد التي يقال لها أطيقي وزيت عتيق من كل واحد جزء وافق الغشاوة والماء العارض في العين وإذا نتف تحت الإبط ولطخ بشحم الأفعى على أصوله وحده وهو طري منعه من أن ينبت. التجربتين : وشحم الدجاج الطري منه إذا طبخ مع الأوز ومع الإحساء الرقيقة نفع من حرقة المثانة. ابن سينا : شحم الأوز ينفع من داء الثعلب طلاء وشحم الدجاج نافع لخشونة اللسان ، وشحم الببر من أشد النفع من الفالج والببر سبع كبير عظيم مثل الأسد يكون بأرض فارس.
شحرور : الرازي ، في كتاب السر : لحمه رطب وهو محمود الكيموس سريع الإنهضام. وحكى قراطس الروحاني : أنه أفضل الأغذية لمن بدا به وجع الماليخوليا.
شحم المرخ : هو الخطمي البري وقد ذكرته