فعل الأدوية القتالة ، وقد يخلط ببعض الأدوية المعجونة. وهذا الصنف من الشلجم يعمل أيضا بالماء والملح. عبد اللّه بن صالح : بزر هذا النوع هو المستعمل في الترياق الفاروق. لي : يعرف هذا النوع من الشلجم ببلاد الأندلس باللفت الطليطلي يستعمل منه أصله لا ورقه.
شل : يقال بشين معجمة مضمومة ولام بعدها. إسحاق بن عمران : الشل بالهندية هو سفرجل هندي وهو ثمر مدور بمنزلة الجلوز لا قشر عليها وقوّته مثل قوّة الزنجبيل حار في الدرجة الثالثة رطب في الأولى يلطف الكيموسات الغليظة وينفع من صلابة العصب. ابن سينا : طعمه مر حريف قابض بكسر الرياح وفيه تحليل عجيب نافع للعصب.
تنبيه : لما ذكر صاحب المنهاج هذا الدواء وهو الشل أورد فيه ما أوردته من ماهيته ومنفعته ثم قال بعد ذلك ما هذا نصه : وقدر ما يؤخذ منه نصف درهم ، وقد يعرض من شربه شبيه بما يعرض من شرب الزئبق المقتول ، وربما عرض عنه إسهال وهو أول علامته ويداوي بالأمراق الدسمة هذا كلام صاحب المنهاج في هذا الدواء ، وهو كلام بيّن فساده وظاهر انتقاده لأنه تكلم في ترجمة الشل على دواءين مختلفين في الماهية متباينين في الفعل والقوّة على أنهما دواء واحد ، وهذا محض الغلط أحدهما الدواء المعروف بالشل بالشين المعجمة واللام ، وهو نباتي الجنس هندي المنبت وأضاف إليه القول على دواء آخر وهو المعروف بالشك بالشين المعجمة والكاف ، وهو سم الفار عند الناس ويعرف بالعراق بالتراب الهالك ، وقد تقدم ذكره في هذا الباب فتأمل ما قلته فيه وجميع الأعراض المذمومة السمية التي ذكرها ابن جزلة للشل ليست له بل هي للشك فاعلمه ، وفيما نبهت عليه كفاية.
شمع : ديسقوريدوس في الثانية : أجوده ما كان لونه إلى الحمرة ما هو وكان علكا دسما طيب الرائحة في رائحته شيء من رائحة العسل نقيا من الوسخ ، والذي رأيناه منه على هذه الصفة إما أن يكون من الجزيرة التي يقال لها قريطي ، أو من البلاد التي يقال لها نيطش ، وما كان فيه أبيض بالطبع علكا دسما فهو بعد الصنف الذي ذكرنا ، وأما تبييض الموم فهو على هذه الصفة : خذ منه ما كان إلى البياض علكا فحله ونقه من وسخه وصيره في إناء فخار جديد وصب عليه من ماء البحر ما يكتفي منه وذر عليه شيئا من نطرون واطبخه ، فإذا غلى غليتين أو ثلاثة فارتفع الإناء عن النار ثم خذ قدرا أخرى جديدة وبل أسفلها بماء بارد وأمرها على الموم مرارا كثيرة وأنت تبل أسفل القدر بالماء في كل وقت لتأخذ من الموم شيئا كثيرا قليلا قليلا وليجمد على أسفلها ، وافعل ذلك دائما كما وصفت لك إلى أن لا يبقى من الموم شيء ، ثم شد الأقراص في خيط كتان وتكون مفرقة بعضها عن بعض وعلقها بالنهار في الشمس ورشها بالماء رشا دائما ، وبالليل علقها في القمر لا تزال يفعل ذلك إلى أن يبيض فإن أحب أحد أن يكون بياض الموم مفرطا فليفعل كما وصفنا غير أنه ينبغي أن يطبخه مرارا كثيرة ، ومن الناس من يصب على الموم مكان ماء البحر ماء حارا جدا ويطبخه على ما وصفت مرة أو مرتين ، ويأخذه بأسفل إبريق ضيق مستدير السفل له مقبض ، ثم يصير الأقراص على حشيش كثيف ويعصره إلى أن يبيض جدا ، وينبغي أن يفعل ما وصفناه في الربيع في وقت انخفاض حرارة الشمس ورطوبة الهواء كي لا يذوب الموم وقوّة الموم مسخنة ملينة تملأ القروح ملأ وسطا ليس بقوي وقد يتخذ منه حب صغير مثل الجاورش ويؤخذ منه ٥ حبات ويشرب مع بعض الأحساء لقرحة الأمعاء ويمنع