معروف بالقيروان لنوع من الرازيانج ترعاه الإبل إلا أنه أدق ورقا من الرازيانج وأصغر أغصانا وهو متشعب الأغصان وتتداخل بعضها في بعض مزوّاة على أطرافها زهر أصفر وثمر دقيق يشبه الأنيسون وطعمه طعم الرازيانج إلا أنه متشعب متباعد الشعب وكله عطر الرائحة طيب ثمره وورقه وأغصانه تحرك الجشاء كثيرا وتستعملها أهل تلك الجهة في التوابل في ماء الشراب الطيب الرائحة وأهل البوادي بالقيروان وأعمال المهدية وما هنالك يسمونه بالقزاح أيضا وبعضهم يسميه العلجان وهو بصحراء برقة كثير أكثر من الذي بأفريقية يكون نحو قعدة الإنسان. لي : هو أيضا كثير بديار مصر وهو حار يابس في الثالثة يدر البول ويسكن الأوجاع الباردة من الجوف ويحلل الرياح أيضا وهو قوي في ذلك إذا طبخ وشرب ماء طبيخه بسكر مجرّب.
قسطس : هو القسط. ديسقوريدوس في الأولى : أجوده ما كان من بلاد العرب وكان أبيض خفيفا وكانت رائحته قوية طيبة وبعد هذا الصنف الذي من بلاد الهند وهو غليظ أسود خفيف مثل القثاء وبعد هذا صنف ثالث وهو من البلاد التي يقال لها سوريا وهو ثقيل لونه لون الخشب الذي يقال له البقس وهو الشمشاد تتبين رائحته ساطعة وأجوده ما كان حديثا ممتلئا كله كثيفا يابسا لا متآكلا ولا زهما يلذع اللسان ويحذوه ، وكان حديثا وقوّته مسخنة مدرة للبول والطمث نافعة من أوجاع الأرحام وإذا استعمل في الفرزجات والتكميد والتبطيل وإذا شرب نفع من سم الأفاعي وإذا شرب بخمر وأفسنتين بوزن درخمي نفع من أوجاع الصدر وشدخ العضل وهتكه وخرقه والنفخ ويحرّك شهوة الجماع إذا شرب بخمر وعسل لما فيه من الرطوبة النافخة ويخرج حب القرع إذا شرب بالماء ويعمل لطوخا بالزيت لمن به نافض قبل أخذ الحمى ولمن به فالج باسترخاء وينقي الكلف ويقلعه إذا لطخ بماء أو بعسل ويقع في أخلاط بعض المراهم والأدوية المعجونة وقد يغش به قوم بأخلاطهم به أصول الراسن الصلبة التي هي من البلاد التي يقال لها مماعينا والمعرفة به هينة لأن الراسن لا يحذي اللسان وليست له رائحة قوية ولا ساطعة. جالينوس في السابعة : في القسط كيفية من مرارة كثيرة جدا وكيفية حرافة وحرارة حتى أنه يقرح ولذلك صار يدلك به جميع بدنه من أخذه النافض بأدوار قبل وقت النوبة وكذا يستعمل أيضا في أبدان أصحاب الإسترخاء وأصحاب العلة المعروفة بالنساء ، وبالجملة متى أرادوا أن يسخنوا عضوا من الأعضاء ويجذبون من عمق البدن إلى ظاهره خلطا من الأخلاط استعملوا القسط وبهذا السبب صار يدر البول ويحدر الطمث وينفع من الهتك والفسخ الحادث في العضل ومن وجع الجنبين وبمكان ما فيه من المرارة شأنه أن يقتل حب القرع ومن قبل هذا صاروا يستعملونه في مداوة الكلف فيطلونه عليه بالماء والعسل وفي مزاج جميع القسط مع ما وصفت رطوبة نافخة بسببها صار ينفع ويعين على الجماع إذا شرب بالشراب. الرازي في المنصوري : القسط جيد للزكام البارد إذا بخر به الأنف ودهنه ينفع العصب وينفع من الخدر والرعشة. البصري : إذا سحق بالعسل أو بالماء نفع من التشنج الظاهر في الوجه والسعفة والجراحات. مسيّح : وإن سحق وذر على القروح الرطبة جففها. الطبري : القسط مفتح للسدد الحادثة في الكبد شرب. إسحاق بن عمران : القسط ضربان أحدهما الأبيض المسمى البحري والآخر الهندي وهو غليظ أسود خفيف مر المذاق وهما حاران يابسان