أن تطفئ الحصاة التي صيرتها في الفخارة انطفاء تاما فضع حصاة أخرى ولا تزال تفعل ذلك حتى تعلم أنه قد اجتمع من الدخان ما تكتفي به وامسح خارج الإناء التي من النحاس مستجادا بأسفنجة مبلولة بماء بارد فإنك إذا فعلت ذلك لم يحم النحاس حميا شديدا ويتراكم الدخان بعضه على بعض ، وإن لم تفعل ذلك رجع الدخان من إناء النحاس إلى أسفل واختلط برماد الكندر ، وأحرق من الكندر ما بدا لك واجمع الدخان أوّلا فأوّلا فاجمع رماد الكندر المحترق وصيره على حدة وقوّة دخان الكندر مسكنة لأورام العين الحارة قاطعة لسيلان الرطوبة منها (١) نافعة لقروحها منبتة للحم في قروحها التي يقال لها قيلوماطا مسكنة للورم العارض فيها المسمى سرطانا ، وقد يجمع دخان المر ودخان الميعة التي يقال لها أصطرك على هذه الصفة ويوافق لما وافقه دخان الكندر وكذا ما جمع من دخان سائر الصموغ.
كندس : هذا دواء لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس البتة وإنما حنين نقل عن جالينوس في مفرداته وترجم الدواء المسمى سطرونيون (٢) بالكندس وليس به وقد تكلمت عليه في حرف السين المهملة. إسحاق بن عمران : هو عروق نبات داخلة أصفر وخارجه أسود وشجرته فيما يقال شبيهة بالكنكر المسمى قناريه وهو الخرشف المسمى البستاني أرقط لون الورق بياض وخضرة والمستعمل منها العروق ويجمع في يونيه. بديغورس : خاصيته قطع البلغم والمرّة السوداء الغليظة ويحلل الرياح من الخياشيم. حبيش بن الحسن : وقوّة الكندس من الحرارة في أوّل الدرجة الرابعة ومن اليبوسة في آخر الدرجة الثالثة وهو دواء شديد الحرارة وشربه خطر عظيم ومقذار الشربة منه ليتقيأ به من دانق إلى أربعة دوانيق مسحوقا منخولا بحريرة صفيقة مدوفا بصفرة ثلاث بيضان وقد شويت شيّا لم ينضج وفيها رقة مع ماء قد أغلي فيه عدس وشعير مرضوض مقشور مقدار نصف رطل فإنه يقيئ قيئا جيدا.
ماسرحويه : هو حديد الطعم وإذا سحق ونفخ في الأنف رطل هيج العطاس وإذا شرب منه مقدار ما ينبغي قيأ الإنسان جيدا وينزل البول والحيضة وهو من الأدوية القاتلة إذا لم يرفق به. وقال يقيئ بقوّة ويسهل ويعطش وقال هو حريف جلاء لكنه يجفف الحلق ويهيج وجع البطن وينبغي أن يسقي اللبن ودهن الخل. الرازي في الحاوي : عن الكندي كان أبو نصر لا يبصر القمر ولا الكواكب بالليل فاستعط بمثل عدسة كندس بدهن بنفسج فرأى الكواكب بعض الرؤية في أوّل ليلة وفي الثانية برأ برءا تاما وجرّبه غيره وكان كذلك ، وهو جيد للغشاء جدا. إسحاق بن عمران : وإذا كان الولد ميتا في البطن لثلاثة أشهر أو أربعة وسحق الكندس وعجن بالعسل واتخذت منه فتيلة واحتملته المرأة فإنها تلقيه ولا يستعط به في القيظ ولا في الصيف فإنه ينشف الرطوبة ويستعط به فيما سوى ذلك. التجربتين : إذا عجن بالخل وطلي به البهق وتمودي عليه أزاله ، وإذا أغلي في الخل وضرب بدهن ورد نفع من الحكة ، وإذا سحق وصير في خرقة واشتم عطس ونقي الدماغ ونبه المصروعين والمفلوجين وأعان بالعطاس على دفع المشيمة ، وإذا شرب منه وزن ربع درهم أو نحوه بالسكنجبين والماء الحار قيأ بلغما لزجا ، وإذا خلط بالزفت ووضع على القوباء العتيقة وتمودي عليه قلعها. ابن سينا : يجلو البهق والبرص وخصوصا الأسود من البهق وبدله في القيء جوز القيء وزنه وثلث وزنه فلفل وهو من جملة الأدوية المنقية للأذن من الوسخ وينفع
__________________
١) نخ منقية.
٢) قوله : سطرونيون الذي في القانون سطوريون والذي في التذكرة سطورينون وفي محل آخر سطوربيون.