« هو علم باحث عن وجوه الاستنباطات المختلفة من الأدلة الإجمالية والتفصيلية الذاهب الى كل منها طائفة من العلماء. ، ثمَّ البحث عنها بحسب الإبرام والنقص لأي وضع أريد من تلك الوجوه ، ومبادئه مستنبطة من علم الجدل.
فالجدل بمنزلة المادة ، والخلاف بمنزلة الصورة ، وله استمداد من العلوم العربية والشرعية ، وغرضه تحصيل ملكة الإبرام والنقض ، وفائدته دفع الشكوك عن المذهب وإيقاعها في المذهب المخالف. » (١).
اما الحاج خليفة فيقول : ( هو علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية ودفع الشبه وقوادح الأدلة الخلافية بإيراد البراهين القطعية ، وهو الجدل الذي هو قسم من المنطق ، الا انه خص بالمقاصد الدينية ، وقد يعرف بأنه علم يقتدر به على حفظ أي وضع كان بقدر الإمكان ) (٢).
وأما ابن خلدون فيقول : ( فاعلم ان هذا الفقه المستنبط من الأدلة الشرعية كثر فيه الخلاف بين المجتهدين باختلاف مداركهم وأنظارهم خلافا لا بد من وقوعه لما قدمناه ، واتسع ذلك في الملة اتساعا عظيما وكان للمقلدين أن يقلدوا من شاؤوا منهم ثمَّ لما انتهى ذلك الى الأئمة الأربعة من علماء الأمصار وكانوا بمكان من حسن الظن بهم اقتصر الناس على تقليدهم ومنعوا من تقليد سواهم لذهاب الاجتهاد لصعوبته وتشعب العلوم التي هي موادة. ،.
وأجرى الخلاف بين المتمسكين بها والآخذين بأحكامها مجرى الخلاف في النصوص الشرعية والأصول الفقهية وجرت بينهم المناظرات في تصحيح كل منهم مذهب امامه تجري على أصول صحيحة وطرائق قويمة يحتج بها كل على مذهبه
__________________
(١) مفتاح السعادة طامش كبرىزاده ، ١ ـ ٣٠٦ ، مطبعة دار الكتب الحديثة ـ القاهرة
(٢) كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون ، تحت عنوان : علم الخلاف.