الواقعة عمن رأى جثمان الصدوق ـ رحمة الله ـ في تلك الأيام فالتمست من جنابه أن يكتب لي ذلك بخطه الشريف فتفصل بكتابته وأوردته ههنا بنصه وفصه :
صورة المكتوب :
بسمه تعالى شأنه : قد كان لوالدي رحمة الله تعالى خدام عديدة وكان أكبرهم سنا وأقربهم منزلة عنده شيخا موسوما بحاج مهدي وكان هو المتصدي لحفاظتي وتربيتي في صغري حال حياة والدي وبعد وفاته حتى صرت رشيدا بالغا وبلغ عمره حدود تسعين سنة وكان ملتزما بالعبادات حاضرا في الجماعات للصلاة وجيها بذلك عند الأئمة ، مقبولا في نظر العامة حتى أن العالم العامل الكامل استادي المدعو بميرزا كوچك الساوجي إمام جماعة مسجد الخان المروي ـ رحمهالله تعالى ـ عد له في بعض المرافعات للحاجة إلى تعديله ، وكان رحمهالله بي رؤوفا عطوفا يحدثني ويؤنسني وكنت أحبه وأستأنس به فقال لي يوما : خرجت في بعض الأيام السابقة قاصدا زيارة مرقد الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي ـ قدسسره ـ.
فلما حضرت عند مرقده الشريف رأيت عملة مشتغلين بحفر الأرض لتأسيس أساس البناء الجديد عليه لاندراس البناء القديم فبينما كنت أترحم له وأنظر إليهم إذ ظهر جسده الطيب الطاهر في فجوة من قبره مكشوفا وجهه إلى صدره فنظرنا إليه فوجدناه متلئلئا رطبا طريا ، في لحيته الشريفة أثر الخضاب كأنما دفن من حين فعجبنا كل العجب ، وأقبل الحاضرون بالسلام والصلاة عليه وأمر المتصدي لإقامة البناء وهو أحد من العلماء والسادات العظام بسد القبر وتأسيس أساس البناء فتفرقنا معتقدين بعظم شأن الصدوق وجلالة مقامه ومنزلته عند الله تعالى ضاعف الله قدره في الاسلام ونشر آثاره بين الأنام.
وأنا العبد الآبق الفقير الآثم محمد بن العلامة أبي الفضل بن المحقق أبي القاسم حشرهم الله مع مواليهم بفضله وإحسانه.
أقول : مقبرة أبيه معروف بقم المشرفة عليها قبة عالية يزوره الصالحون.