وحول « زمزم » تساءل رجل قدم مكة حديثاً :
ـ هذا دين لم نعرفه من قبل.
أجاب رجل هاشمي :
ـ هذا ابن أخي محمد بن عبدالله وامرأته خديجة وهذا الفتى عليّ بن أبي طالب وما على وجه الأرض من يعبد الله بهذا إلاّ هؤلاء الثلاثة.
ساد الوجوم وجوه الرجال وهم يراقبون موكباً صغيراً يغادر الكعبة حتى توارى خلف جدران البيوت.
وتمر الأيام وتمرّ الشهور ويكبر الحمل .. ويتألّق وجه خديجة بالنور .. يشتدّ سطوعاً .. وتبدأ آلام المخاض.
وبين صخور « حراء » كان محمّد يتأمل مكة ، يفكر في مصير العالم وطريق الانسان.
بدا وجهه حزيناً كسماء مزدحمة بالغيوم .. يفكّر في قومه .. يحزن من أجلهم .. يريد أن يفتح عيونهم على النور الذي اكتشفه فوق الجبل ، لكنّهم صدّوا عنه ... اعتادوا حياة الخفافيش في الظلام .. أعرضوا عن ملكوت السماوات .. فسقطوا في حضيض الأرض .. ضاعوا بين عناصر التراب والطين.
لم يدعوا شيئاً إلاّ وفعلوه .. آذوه .. سخروا منه .. عيّروه. قالوا :