أنت وحدك الحقّ ياربّ ... أنت نور عيني وفرحة قلبي .. دعني الج ملكوتك اسبّحك واطوف مع النجوم حول عرشك .. أنت وحدك الحقيقة وما سواك وهم .. أنت وحدك نبع الحياة وعداك سراب يحسبه الظمآن ماء.
في « قبا » هبط جبرئيل يحمل كلمات السماء إلى رجل فرّ من امّ القرى ينبئه عن مسار قافلة فيها ابنته وامرأة ربّته وفتى ربّاه في حجره فلما اشتدّ ساعده وقف إلى جانبه يفديه بنفسه ..
فاح عبير الوحي .. ملأ فضاء « قبا » حيث بنى الرسول أوّل مسجد في الاسلام :
ـ « والذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. فاستجاب لهم ربّهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا من ديارهم وأو ذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرنّ عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنّات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب ».
كان النبيّ يترقّب وصول القافلة المهاجرة فيها أخوه وابنته وامرأة ربّته. كلمات جبريل ما تزال تطوف في خياله وهو ينظر الى الأفق البعيد ولكن لا شيء سوى الرمال السمراء ..