رائحة وطن فأناخت رحلها وبركت ، وفي تلك البقعة أرض الله ارتفعت قواعد مسجد قدّر له أن يصنع التاريخ والحضارة.
وتساءل بعض المسلمين ترى كيف ندعو إلى الصلاة. قال أحدهم :
ـ ننفخ بالبوق كما يفعل بنو قريظة .. ألسنا نتجه في الصلاة إلى قبلتهم؟.
ـ الناقوس أفضل ... ناقوس النصارى له صوت ساحر ..
وكان للسماء رأي آخر .. هبط جبريل يحمل النداء ، ان الله يأمركم أن ترفعوا الأذان ....
وترقرقت في جنبات المدينة كلمات السماء وكان بلال يدعو المسلمين : الله أكبر حي على الفلاح حي على الصلاة.
وتمرّ الأيام ، ويشتدّ عود الاسلام ؛ ونمت فاطمة .. تفتحت للحياة الجديدة .. حياة تنبض بدفء الايمان والأمل .. وأبوها محمد يرسم الطريق الذي يمرّ عبر يثرب قلب العالم.
توالت الأحداث وتستيقظ جزيرة العرب على انباء ستغيّر مسار التاريخ. اتجه المسلمون الى الكعبة في الصلاة بعدما كانوا يتّجهون الى بيت المقدس .. واغتاظ اليهود ... ثم ولد رمضان ... رمضان الكريم ، وأصبح للمجتمع الوليد أعياد فرح .. عيد « الفطر » وعيد