مجاهد (١) وكان قد حذا حذو أبيه فى الإقبال على العلماء إلا أنه كان ذلك تطبعاً لا طبعا ، وكانت همته فى التجارة وجمع الأموال.
وكانت بين ابن سيده وبين موفق الدولة نبوة ؛ ولهذا بعث إليه بقصيدة يعتذر فيها.
ولقد أثرت علاقة ابن سيده بهذين الأميرين فى مصنفاته فنراه يثنى عليهما فى كتبه :
فيقول فى أول مقدمة المحكم : « وكل بيمن « الموفق » محيى المكارم » ويقول فى آخرها : « وفاظت عن أبدانها له فيظاً من صحبة الأمير الجليل « إقبال الدولة » مولاى نثرته ... ونسأله فى أجل « الموفق » الملك الأجل ».
وقال فى مقدمة المخصص (٢) : « وتولى دولة إعمال اللفظ والقلم فى طاعة الله وسبيل المجد ، والنفع بالمال والجاه لاقتناء المجد ، واجتلاب الحمد ، حتى نفذ ما لوى من عنانى إليه ، وعوى من لسانى وجنانى عليه ، وهو المتقبل المطاع ، والمتقيّل غير المضاع ، أمر « الموفق » الأعظم ، والهمام الأكرم ... ».
مصنفاته :
قبل أن نسرد شيئاً من مصنفات ابن سيده نود أن ننوه بأن ابن سيده كان موسوعيّا فى مادة بحثه مكثراً من المصادر التى يصنف منها وليس أدل على ذلك من أنه يسرد أسماء الكتب التى رجع إليها فى صفحات من مقدمات كتبه كما هو الحال فى المخصص والمحكم (٣).
وأما مصنفاته فمنها :
١ ـ المحكم والمحيط الأعظم فى مجلدات عديدة.
٢ ـ المخصص.
٣ ـ شرح مشكل أبيات المتنبى.
٤ ـ الأنيق فى شرح الحماسة فى ستة مجلدات كما قال ابن كثير.
٥ ـ شرح كتاب الأخفش.
٦ ـ العويص فى شرح إصلاح المنطق.
__________________
(١) ترجمته فى المغرب ٢ / ٤٠١ ، ٤٠٢ والأعلام ٤ / ٣٢٢.
(٢) مقدمة المخصص ١ / ٨. ط. دار الكتب العلمية.
(٣) انظر المخصص ( ١ / ١١ ـ ١٤ ). ط. دار الكتب العلمية ، والمحكم ص ١٥ من ط. معهد المخطوطات العربية.