بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مقدمة المحقق
منذ أن قامت الجامعة العربية بالعمل فى تحقيق هذا السفر العظيم ، وقرّاء العربية لا سيما المتخصصون منهم يتلقفون أجزاء هذا الكتاب واحداً تلو الآخر ، حتى إذا ما بلغ عدد هذه الأجزاء سبعة ـ وطال بالقراء والدارسين انتظار طويل ، حتى يئسوا أو كادوا من إتمام هذا الكتاب ، واكتمال صرحه العظيم ـ راودنى حلم بإكمال تحقيق هذا السفر الكبير ، ولقد كان هذا الحلم يراودنى ويراود غيرى من الباحثين كذلك ، لا سيما كلما تطلع المرء إلى البحث عن لفظة من غريب العربية ، فيقلب أجزاء المحكم السبعة فلا يجدها فيه.
وشاء العليم القدير أن يتحول هذا الحلم إلى حقيقة حينما عهدت إلىّ دار الكتب العلمية بإتمام تحقيق هذا الكتاب.
وعملت على الفور فى نسخ بقية أجزاء الكتاب وتحقيقه وضبطه.
وقد أشار علىّ قيّم دار الكتب العلمية بالاعتناء بالكتاب كلّه تحقيقاً وضبطاً وتخريجاً لشواهده وشرحاً لغريبه وترجمة لأهم أعلامه وغير ذلك ، حتى يخرج الكتاب كلّه فى ثوب متجانس.
ونظراً لندرة وجود الكتاب بأجزائه الأولى فقد ارتأى صاحب دار الكتب العلمية ضرورة طبع الكتاب كله وإخراجه جملة واحدة لئلا نعوز القارئ إلى البحث والتفتيش عن الأجزاء السبعة الأولى إذا لم تكن لديه ؛ فإن كانت عنده كان بوسعه أن يستكمل بقية أجزاء الكتاب التى لم تصدر بعد ، أو لم يتمكن من الحصول عليها.
وفى أثناء عملنا بهذا الكتاب عاد للجامعة العربية نشاطها فاستأنفت العمل فى استكمال أجزاء الكتاب بعد الجزء السابع.
ومع ذلك فقد أسعفتنا عناية المولى سبحانه فتمكنا من إنهاء تحقيق الكتاب كاملا بجميع أجزائه ، وإخراج ما كان مخطوطا منه حبيسا بمعهد المخطوطات وغيره من الدور ، فانتهيت من تحقيق الكتاب كاملا ودفعته إلى الناشر لطباعته ـ بحمد الله تعالى ـ قبل أن ينتهى معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية من إكمال تحقيق بقية أجزاء الكتاب.
ولكن لا يسعنا فى هذا المقام إلا أن نسجل الشكر والعرفان والتقدير لهذه الهيئة العظيمة المتفانية فى خدمة العربية وسائر العلوم أقصد معهد مخطوطات جامعة الدول العربية ؛ فإن