أرَضِين وإحَرِّينَ (١) ، وغير ذلك مما جمع بالواو والنون ، وقد كان حكمه ألا يُسَلَّم إلا بالألف والتاء ، نحو : باب فِرْسِنات (٢) وِسجِلّات وسُرَادِقات ، ونحو ذلك من الجموع التى يُستغنى فيها بالتسليم عن التكسير.
ومنه : أنى لا أذكر تكسير المَزيد من الثلاثىّ ، ولا تكسيرَ بنات الأربعة ، ولا يُعْتَلُّ علىَّ بذكرى مَتَائيم فى جمع مُتْئِمٍ ونحوه ، فإنما أذكر ذلك لأُشعِر أن « مُفْعِلا » فى نية « مِفْعال ». وكذلك لا يُعْتَلُّ علىّ بذكرى قراديد فى جمع قَرْدد (٣) ، لأنه نادر ، لما ستقف عليه فى هذا الكتاب.
ومنه : أنى لا أذكر ما جاء من جمع فاعل المعتلّ العين على « فَعَلَة » إلا أن يصحّ موضع العين منه ، نحو حَوَكَة وحَوَلَة ، فأما ما جاء منه معتلاً كباعة وسادة ، فلا أذكره لاطراده. وكذلك لا أذكر ما جاء من جمع فاعل المعتلّ اللام على « فُعَلَة » نحو : قُضاة ورُماة ، لأن هذا مُطَّرِد أيضا. وكذلك أَدَعُ ما جاء من جمع « فاعلة » على « فوَاعل » لاطِّراده أيضا.
ومنه : أنى لا أذكر اسم المصدر الذى يجِىء من « فَعَل يفعِل » على « مَفْعَل » ، لاطِّراده ، فأمَّا ما جاء منه على « مَفْعِل » كالمرجِع والمَقِيل والمَحيِض ، فلازم ذكره ، لكونه سمَاعيّا. وكذلك لا أذكر ما جاء من أسماء الزمان من « يفعِل » على « مَفْعِل » لاطِّراده. ولا أذكر ما جاء منهما على « مَفْعَل » من « فَعَل يفْعَل » ، أو « فَعَلَ يَفْعُل ». وكذلك أسماء المكان ، إلا أن يشِذّ شىء كمَشْرِق ومَغْرِب ومَسْجِد ومَنْبِت ومَطْلِع.
ومنه : أنى لا أذكر اسم المصدر والزمان والمكان من الأفعال الثلاثية المعتلة العين أو اللام ، لأن بناء ذلك فى جميع هذه الأنواع مُطَّرد ، فإن شذَّ من ذلك شىء ذكرته ، نحو مأوِى الإبل ، وقد ذكرت فساد بنائه فى كتابى الموسوم بالمخصَّص.
ومنه : أنى لا أذكر أفعال التعجب فيه الْبتة ، لاطِّراد صِيَغها ، وأنه إذا كانت صيغةَ فِعْل ، أمكن التعجُّب منه إما بوسيط ، وإما بغير وسيط ، على ما أحْكَمتْه صناعة الإعراب ؛ فأما إن كان فعل التعجب مأخوذا من غير فِعْل ، فإنى أذكر ذلك الفعل الذى للتعجب ، نحو ما حكاه سيبَوَيه من قولهم : هو أحْنَكُ الشاتين ، وآبَل الناس ، فإنهما لا فعل لهما عنده قبل التعجب ؛ فأما إذا كان فعلٌ لا تعجبَ منه ، فإنى أذكر أن ذلك الفعل لا تُبْنى منه صيغة
__________________
(١) الحرة : أرض ذات حجارة سود تحرات كأنها أحرقت بالنار ، والجمع حرَّات وحرار ، قال سيبويه : وزعم يونس أنهم يقولون : حرة وحَرُّون ... قال : وزعم يونس أنهم يقولون حرة وإِحَرُّون.
(٢) الفِرْسِن من البعير : بمنزلة الحافر من الدابة.
(٣) القردد : ما ارتفع من الأرض.