[فأما قولُه تعالى : (إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ) [الأحقاف : ٢١] فقيل : هى من الرمال ، أى أنذرهم هنالك ؛ وقيل : الأحقافُ هاهنا جبلٌ محيطٌ بالدنيا من زَبرجَدةٍ خضراءَ تَلتهبُ يومَ القيامةِ فتَحشرُ الناسَ من كلّ أُفُقٍ ؛ فإن كان ذلك فإنما معناه : خَوَّفهم بالتهابِ ذلك الجبلِ].
* وقد احقوقَف الرملُ. وكلُّ ما طالَ واعوَجَّ فقد احقوقَف ، كظهرِ البعيرِ وشخصِ القمَرِ قال :
*سمَاوَةُ الهلالِ حتى احقَوقَفا* (١)
وظبىٌ حاقِفٌ ، فيه قولانِ : أحدُهما أن معناه صار فى حِقفٍ ، والآخرُ أنَّه ربَض فاحقوقَف ظهرُهُ.
وكلُّ موضعٍ دُخِل فيه فهو حِقْفٌ. ورجُلٌ حاقِفٌ : إذا دخل فى الموضع ـ كلُّ ذلك عن « ثعلبٍ ».
مقلوبه : [ق ح ف]
* القِحْفُ : العَظمُ الذى فوق الدّماغِ من الجُمجُمة ؛ وقيل : قِحْفُ الرجُلِ : ما انفلق من جُمجمتِه فبانَ ، ولا يُدعَى قِحْفاً حتى يَبِينَ ؛ ولا يقولون لجميع الجمجمة قِحْفٌ إلا أن ينْكسِرَ منه شىءٌ فيقال للمنكسرِ قِحْفٌ ، وإن قُطِعت منه قطعةٌ فهو قِحْفٌ أيضاً. وقيل : القِحْفُ القبيلةُ من قبائلِ الرأسٍ وهى كلُّ قطعةٍ منها. وجمعُ كلِّ ذلك أقحافٌ وقُحوفٌ وقِحَفَةٌ.
ورماهُ بأقحافِ رأسه ، أى رماه بالأمور العظام ـ مثَلٌ بذلك. وقَحَفَه يقحَفُه قَحْفا : قطع قِحْفَه ، قال الشاعرُ :
يَدَعْنَ هامَ الجُمجُمِ المقحوفِ |
|
صُمَّ الصَّدَا كالحَنظلِ المنقوفِ (٢) |
والقِحْفُ : القَدَحُ. والقِحفُ : الكِسرةُ من القَدحِ. والجمعُ كالجمع.
* وقَحَف ما فى الإناءِ يَقْحَفُه قَحْفاً ، واقتَحفه. شَرِبه. وقيل لأبى هُريرَةَ : أَتُقَبِّلُ وأنت صائمٌ؟ قال : نعم ، وأقْحَفُها ؛ أعنى : أشرَبُ ريقَها وأتَرشَّفُه.
والقِحْفُ والقِحافُ : شِدَّة الشربِ. وقال « امرؤ القيسِ » على الشَّرابِ حين قيل له : قُتِلَ أبُوكَ : « اليومَ قِحافٌ وغدا نِقافٌ ».
__________________
(١) الرجز للعجاج فى ديوانه ٢ / ٢٣٢ ؛ ولسان العرب (حقف) ، (زلف) ، (وجف) ، (سما) ؛ وتهذيب اللغة ١٣ / ٢١٤ ؛ وتاج العروس (حقف) ، (زلف) ، (وجف) ، (سما) ؛ ومجمل اللغة (٢ / ٩٣) ؛ وأساس البلاغة (حقف) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٥٥٣ ؛ ومقاييس اللغة ٢ / ٩٠ ؛ والمخصص ١٠ / ١٣٧ ؛ وتهذيب اللغة ٤ / ٦٨ ؛ ١٣ / ١١٦ ، « والرجز ضمن عدة أخر ».
(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (قحف) ؛ وتهذيب اللغة ٤ / ٦٩.