تقولُ وقد نَكَّبتُها عن بِلادِها |
|
أتفعلُ هذا يا حُوَىُ على عَمْدِ (١) |
* والحاءُ : حرفُ هجاءٍ : وحكى صاحبُ العينِ حَيَّيتُ حاءً ؛ فإذا كان هذا فهو من باب عَيَّيتُ. وهذا عندى من صاحبِ العين صَنعةٌ لا عربيَّة ، وإنما قَضيتُ على الألف أنها واوٌ لأن هذه الحروفَ وإن كانت صَوْتا فى موضوعاتها فقد لحقت مَلْحَق الأسماءِ وصارتْ كمالٍ ، وإبدالُ الألفِ مِن الواو عَينا أكثرُ من إبدالها من الياءِ ، هذا مذهبُ سيبويه. وإذا كانت العينُ واوا كانت الهمزَةُ ياءً ؛ لأن باب لَوَيتُ أكثرُ من باب قُوَّة ، أعنى أنه أن تكون الكلمة من حروفِ مختلفةٍ أولى من أن تكون من حروفٍ مُتفِقةٍ ، لأن باب ضَرَب أكثرُ من بابٍ رَدَدتُ ، ولم أقضِ أنها همزةٌ لأن ح وهمزةً على النسق معدومٌ. وحكى ثعلبٌ عن مُعاذٍ الهَرَّاءِ أنه سمِع العرَبَ تقولُ : هذه قصيدةٌ حاويّةٌ [أى] على الحاءِ. ومنهم من يقول : حائيَّة. فهذا يُقوّى أن الألف الأخيرةَ همزةٌ وضْعِية. وقد قدمت عدم ح وهمزةٍ على نسَقٍ.
* وحم ، قال ثعلبٌ : معناه : لا يُنصَرونَ ، قال : والمعنى : يا مَنصورُ اقصِدْ بهذا لهم ، أو يا الله ، قال سيبويهِ : حم لا ينصرِف ، جعلتَهُ اسما للسورةِ أو أضَفتَ إليه ؛ لأنهم أنزلوه بمنزلةِ اسمٍ أعجمىّ ، نحو هابيلَ وقابيلَ ، وأنشد :
وجَدنا لكم فى آلِ حامِيمَ آيةً |
|
تأوَّلها منا تقىٌّ ومُعرِبُ (٢) |
هكذا أنشده سيبويهِ ، ولم يجعل هنا « حا » مع « ميمٍ » كاسمينِ ضُمَّ أحدُهما إلى صاحبه ، إذ لو جعلهما كذلك لمدَّ « حا » فقال : حاءَ ميم ، ليصير كحَضرمَوْتَ.
* وحَيوَةُ : اسمُ رجلٍ ، وإنما ذكرتها هنا لأنه ليس فى الكلام ح ى و، وإنما هى عندى مقلوبةٌ من (ح و ى) إما مصدرُ حَوَيتُ حَيَّةً ، مقلوبٌ ، وإما مقلوبٌ عن الحيَّة التى هى الهامة فيمن جعلَ الحيَّة من (ح و ى) وإنما صَحَّت الواو لنقلِها إلى العَلمِيَّة وسَهَّل ذلك لهم القلبُ ، ولو أعَلُّوا بعد القلبِ ـ والقلبُ عِلَّةٌ ـ لتوالى إعلالانِ. وقد يكون فَيعَلة من حوى يحوى ثم قُلبت الواوُ ياءً للكسرةِ فاجتمعتْ ثلاثُ ياءاتٍ فحذِفت الأخيرةُ فَبقِيتْ حَيَّة. ثم أخرجت على الأصلِ فقيل : حَيوَة.
مقلوبه : و ح ى
* وَحَى وَحْيا : كتَب ، قال ذو الرُّمَّة :
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (قصر) ، (حوا) ؛ وتاج العروس (حوا).
(٢) البيت للكميت فى لسان العرب (عرب) ، (حمم) ، (طسن) ؛ والمقتضب (١ / ٢٣٨) ، (٣ / ٣٥٦) ؛ وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٨ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٢٨٣ ؛ ولسان العرب (حوا).