إنما يكون بتحقيق الاهداف السامية التي جاهد في سبيلها واستشهد من اجلها وهي التي اعلن عنها بصريح قوله عليهالسلام :
وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر واسير بسيرة جدي وابي علي بن ابي طالب إلخ ، فالهدف الاولي الذي انطلق الامام الحسين عليهالسلام بثروته من اجل تحقيقه هو الاصلاح في امة جده ومن المعلوم ان النهوض بهذه المهمة ليس مقصورا عليه ومختصا به بل هو مشترك بينه وبين سائر افراد الامة وفي كل ادوار التاريخ كفريضة الصلاة والصيام وسائر الفرائض الإسلامية.
وحيث ان القيام بدور الاصلاح في الامة وبين افرادها متوقف على اصلاح النفس في الدرجة الاولى تمهيدا للقيام بهذا الدور الكبير في إطار المجتمع كما هو واضح ، يتعين في حق كل مكلف يريد ان يقوم بهذا الواجب المقدس قيامه اولا بمقدمته وبما يتوقف عليه كما يجب على من يريد ان يأتي بالصلاة مثلا على الوجه المشروع الصحيح ان يأتي بمقدماتها المعهودة ويتجنب موانعها وقواطعها.
فإذا توفق لاصلاح نفسه اولا واستطاع بعد ذلك ان يقوم بدور الاصلاح العام في امة الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ويأمر بالمعروف بعد فعله وينهى عن المنكر بعد تركه يكون بذلك محييا للشعائر الحسينية بالإحياء العملي المستمر كما يريد الله ورسوله وأئمة أهل البيت جميعهم عليهم وعلى جدهم الاكرم افضل التحية وازكى التسليم.
وإذا قامت الافراد بهذه المهمة المقدسة وفعلت اهم معروف امر الله به وهو الاعتصام بحبل الوحدة والتضامن وتركت اخطر منكر نهى عنه وهو التمزق والتفرق تكون الامة نفسها وهي الأم الطاهرة لأبنائها البارة