ولذلك نسب الى الإمام علي عليهالسلام قوله : في حق جماعة ولومه لهم (١) : إنهم لم ينصروا الباطل ولكنهم خذلوا الحق فأدى ذلك الى انتصار جبهة الباطل على جبهته في ساحة المواجهة.
وبذلك نستطيع ان نميز ونعرف من هو الناصر للحسين ومن هو المحارب او الخاذل له في كل معركة يتصارع فيها الحق والباطل العدل والظلم سواء كان ذلك في عالم الفكر والعقيدة او في عالم العمل والممارسة.
فكل شخص يحمل مبدأ الحق عقيدة في قلبه وينصره بالعمل بمقتضاه ويدافع عنه ويضحي في سبيل حقظه ، يكون من أنصار الحسين في كل زمان ومكان وإذا قتل في هذا السبيل يحشر مع الحسين عليهالسلام ويحسب من الشهداء المقاتلين بين يديه.
وكل شخص يحمل مبدأ مضاداً لمبدأ الحسين الحق ويقاتل في سبيل نصرة مبدئه الباطل ـ يكون من اعداء الحق والحسين المحاربين له ـ ويلحق به من يؤمن بالحق وعقيدته الصحيحة ولكنه لا يعمل بإيمانه ولا ينصر عقيدته ومبدأه وربما زاد انحرافه السلوكي الى مرحلة يقف فيها ضدها متعاونا على الإثم والعدوان مع أعدائها كما كان وضع أولئك الجهلاء السفهاء الذين آمنوا بالرسول محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وولاية أهل بيته الا ان ضعف ايمانهم مع قوة طمعهم وحرصهم على الدنيا وزينتها الفانية ادى لان يكونوا محلاً لما وصفهم به الفرزدق من كون قلوبهم مع الحسين عليهالسلام وسيوفهم عليه.
ومما تقدم نعرف ان الإحياء الحقيقي للشعائر الحسينية وباستمرار
__________________
(١) على موقفهم الحيادي السلبي تجاه الحق وأهله.