( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) (١).
وبذلك يجزم المؤمن بالاصل الاول من اصول الدين وهو التوحيد وكذلك يستوحي العقل ضرورة اتصافه سبحانه بالعدل باعتبار كونه من لوازم اتصافه بالكمال المطلق ومن المعلوم ان العدل من ابرز الصفات الكمالية وهذا هو مصدر الايمان بالاصل.
الثاني من اصول الدين وهو العدل. ومن الصفات الكمالية الحكمة ومعناها ان المتصف بها لا يصدر منه قولا بلا معنى جاد ولا عمل بلا غاية وهدف ـ واقواله كلها نور وحكمة لا يأتيها الباطل من اية جهة كما ان اعماله ومخلوقاته كانت لغاية وحكمة وهي خدمة الإنسان وقد صرح بذلك في الكثير من آيات كتابه الكريم واجمعها الآيتان التاليتان :
الأولى قوله تعالى :
( ألم تروا ان الله سخر لكم ما في السموات وما في الارض ) (٢).
والثانية قوله سبحانه :
( وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعاً منهُ ) (٣).
كما خلق الإنسان لعبادته وحده لا شريك له وصرح بذلك في قوله تعالى :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (٤).
__________________
(١) سورة الأنبياء ، الآية : ٢٢.
(٢) سورة لقمان ، الآية : ٢٠.
(٣) سورة الجاثية ، الآية : ١٣.
(٤) سورة الذاريات ، الآية : ٥٦.