المجتمع الإسلامي الذي بناه الإسلام على اساس المحبة والتضامن ليصبح بمنزلة الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما هو مضمون الحديث الشريف لذلك لا يحصل لهذا الفرد ما اراد الله سبحانه حصوله له من السلامة من الخسر الشامل مع الظفر بالربح الكامل الا اذا اشاع بين افراد المجتمع ـ الحق في العقيدة والشريعة والسلوك والممارسة على تفصيل مضى في بعض الخطب السابقة.
وهذا يتوقف على ان يقوم الشخص اولا بوظيفته الفردية الواجبة عليه في حق نفسه بأن ينور عقله بالعلم والعرفان وقلبه بالعقيدة الصادقة ويجمل شخصه ويزكي نفسه بترجمة عقيدته هذه على الصعيد الخارجي بالتقوى والعمل الصالح ثم يقوم بعد ذلك بالوظيفة الاجتماعية المطلوبة منه نحو افراد مجتمعه بأن يوصيهم بالحق في مجالاته الثلاثة المذكورة بعد ان قام بوظيفته في حق نفسه.
وحيث ان إيمانه الصادق هو الذي يدفعه للقيام بوظيفته الاجتماعية المذكورة يعرف بذلك الوجه في ترتب هذه الوظيفة على الإيمان ويأتي الحديث النبوي المشهور القائل لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه مؤكداً لذلك وقريب منه الحديث الآخر المشهور القائل :
من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم.
وهناك آيات كثيرة تشير الى هذا المضمون منها قوله تعالى :
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) (١).
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية : ٧١.