وقوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تهتدون ) (١).
وحيث ان الالتزام بالحق عقيدة ونظاما وسلوكا وعدم الانحراف عن خطه القويم وصراطه المستقيم رغم الصعوبات والضغوطات التي يتعرض لها المؤمن الملتزم ، صعب جدا فلا بد له من التجمل بالصبر والثبات على صعيد المبدأ لينال الغاية المنشودة والسعادة الخالدة المترتبة على الصبر الذي هو مفتاح الفرج واساس النجاح في كل الاهداف الحياتية والاخروية.
وبعد تجمل الفرد بهذه الصفة الجميلة النبيلة يطلب منه ان يوصي غيره بها ليصبح المجتمع بتعاونه وثباته صفا واحدا منطلقا بقوة وصلابة نحو اهدافه وتطلعاته النافعة للمخلوق والمشروعة من قبل الخالق.
ويأتي صبر الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم والذين آمنوا معه على ما تعرضوا له من الإيذاء والمعاناة في مطلع فجر الدعوة المباركة في مكة المكرمة مع صبرهم على خوض معارك الشرف والجهاد المقدس من اجل الدفاع عن المبدأ الحق في المدينة المنورة بعد الهجرة المظفرة.
أجل : يأتي هذا الصبر الجميل ليكون شاهدا صادقا على واقعية وفاعلية القيام بالوظيفة الاجتماعية بعد تأدية الوظيفة الفردية حيث كان لتجمل كل فرد من المهاجرين والانصار بالالتزام بالحق عقيدة وشريعة وسلوكا مع تضامنهم وتعاونهم على البر والتقوى وتواصيهم بالحق والصبر ـ أبلغ الاثر في قوة المجتمع الإسلامي وقدرته على التصدي لكل
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٠٣.