بالصبر على ما تكرهون.
هذا وقد قسم الصبر عدة تقسيمات بعدة اعتبارات.
الأول : تقسيمه بلحاظ نفسه الى قسمين :
أ ـ الممدوح وهو الذي ورد مدحه ومدح الصابرين المتجملين به في الكثير من الآيات والروايات وقد مر بعضها.
ب ـ المذموم وهو الصبر على الضيم والرضا بالذل والهوان مع القدرة على رفعه والصبر على المرض والمه مع التمكن من علاجه والصبر على الفقر والاحتياج للآخرين مع التمكن من إزالته بالكد والعمل وقد قال بعضهم في ذم الصابرين على الضيم مع تمكنهم من دفعه :
ولا يقيم على ضيم يراد بــه |
|
إلا الأذلال عيُر الحي والوتدُ |
هذا على الخسف مربوط برمته |
|
وذا يشج فلا يرثي له أحـدُ |
الثاني : تقسيمه بلحاظ مرتبته ودرجته في الفضل الى ثلاثة اقسام :
أ ـ منها يراد به معنى سلبي وهو عدم اظهار الجزع والضجر من المصيبة.
ب ـ يراد به معنى إيجابي وهو الرضا بما حصل من فقد محبوب او وقوع مكروه وهذا افضل من الاول وارقى درجة كما هو واضح.
جـ ـ الميل النفسي لما حصل من ذلك والرغبة فيه لما يترتب عليه من الاجر العظيم والثواب الجزيل وهذا افضل من الثاني وهو صبر الانبياء والاوصياء والتابعين لهم بإحسان من الاولياء والمؤمنين الاصفياء ويأتي صبر ايوب ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام من بين الانبياء وصبر الحسين عليهالسلام من بين الاوصياء ليكون المثل الاعلى والنموذج