الامثل للصبر العظيم على الخطب العظيم والبلاء الجسيم وقد اقتدت به اخته بطلة كربلاء زينب الجلد والتحمل ـ في الصبر على الشدائد والثبات في المواقف الصعبة وكلاهما ـ أعني الحسين وشقيقته البطلة سلام الله عليهما ورثا ذلك من ابويهما مع ما ورثاه منهما من انواع الفضائل والكمالات والى ذلك اشار الشاعر بقوله في حقها :
بأبي التي ورثت مصائب أمها |
|
فغدت تقابلها بصبر أبيها |
وهناك تقسيم ثالث للصبر بلحاظ ما يتعلق به ـ الى ثلاثة اقسام :
الأول ـ الصبر على الطاعة.
الثاني ـ الصبر عن المعصية.
الثالث ـ الصبر على المكروه وذلك لان الالتزام بفعل الواجب وترك الحرام بالسير في خط التقوى المستقيم رغم تعرض المكلف الملتزم لكثير من الضغوطات والاغراءات التي تقتضي بطبعها الانحراف عن خط الاستقامة اذا تجرد عن ملكة الصبر وقوة الارادة.
أجل : إن الثبات على نهج الاستقامة رغم وجود ما يدعو الى الانحراف عنه من العوامل الضاغطة ، يعتبر من اصعب الامور التي لا يتحملها الا المؤمن المتمسك بعروة الصبر الوثقى ـ وحيث اني عطفت ترك الحرام وهو مورد الصبر عن المعصية على فعل الواجب وهو مورد الصبر على الطاعة يكون الحديث قد شمل كلا القسمين الاولين وبقي القسم الثالث وهو الصبر على المكروه وهو قريب من سابقيه وقد يكون اشد صعوبة في بعض الموارد التي تعظم فيها المصيبة ويشتد المكروه.