فسلم الحسين عليهالسلام وقال يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شيء؟.
قال نعم أربعة آلاف دينار فقال هاتها فقد جاء من هو احق بها منا ثم نزع برده ولف الدنانير بها واخرج يده من شق الباب حياء من الاعرابي وانشأ يقول :
خـــذها فـإنـي إليـك معتذر |
|
واعلم بأني عليك ذو شفقة |
لو كان في سيرنا (١) الغداة عصا |
|
كانت سمانا عليك منـدفقة |
لكن ريب الزمـان ذو غـــير |
|
والكف مني قليلة النفــقة |
فأخذها الاعرابي وبكى فقال له الحسين عليهالسلام : لعلك استقللت ما اعطيناك؟ قال : لا ولكن كيف يأكل التراب جودك؟.
أهل البيت هم القدوة المثلى في الكرم وغيره :
والبذل العظيم والسخاء المثالي الجسيم الذي قدمه الإمام الحسين عليهالسلام ، على صعيد التضحية والفداء في سبيل نصرة الحق والدفاع عنه هو جوده بنفسه النفيسة واولاده الاحباء واخوانه الاعزاء واصحابه الاوفياء حتى اصبح مضرب المثل والقدوة المثلى في هذا المجال ومصداقا لقول الشاعر :
يجود بالنفس إن ضن الجبان بها |
|
والجود بالنفس اقصى غاية الجود |
وما ذكرته ونسبته اليه والى البعض الآخر من أهل البيت عليهمالسلام يعتبر لمحة خاطفة ونفحة عاطرة من نفحات الكرم والعطاء الذي تجمل
__________________
(١) السير من الجلد ونحوه ـ ما يقد منه مستطيلا ( من المعجم الوسيط ج ١ ص ٤٦٧ ).