به أهل بيت العصمة وما ينسب الى بعضهم من الصفات الكمالية يوجد في الباقين منهم لانهم كلهم نور واحد ولان مصدر صفاتهم النبيلة مشترك بينهم وهو الذوبان في حب الله سبحانه وارادته وذلك يؤدي بطبعه الى الذوبان في دينه وشريعته بحيث يصبح كل واحد منهم قرآناً ناطقا وإسلاما عمليا متحركا.
ونحن عندما ننسب هذه الفضائل السامية اليهم ونتحدث بها عنهم لا نقصد بذلك مجرد التبرك كما لا نقصد ابداء الاعتزاز والافتخار بأن أئمتنا الذين نواليهم وننتمي اليهم ـ قد بلغوا القمة في الكمال والفضيلة.
أجل : إن التحدث عن هؤلاء العظماء لا ينبغي ان يكون بدافع من هذه الدوافع الذاتية العاطفية بل ينبغي ان يكون بقصد التنبه والتنبيه على ما تجملوا به من الصفات الحميدة والاخلاق المجيدة من اجل ان نقتدي بهم ونترسم خطاهم بالايمان الصادق والعمل الصالح والخلق الفاضل وبذلك نحقق ما امرنا الله به من مودتهم على لسان رسوله الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله تعالى : ( قل لا اسألكم عليه اجراً إلا المودة في القربى ) (١).
كما نمتثل أمره سبحانه لنا باطاعتهم بقوله :
( يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم ) (٢).
ومن المعلوم من حكمته تعالى ورحمته انه لم يأمرنا بمودتهم وباطاعتهم الا باعتبار رجوع ذلك الى اطاعته وعبادته وحده لا شريك له وقد ذكرت اكثر من مرة وفي اكثر من حديث ان الله سبحانه لم يخلقنا ويأمرنا بالعبادة الا من اجل ان نتوصل بها الى الكمال والسعادة وقد
__________________
(١) سورة الشورى ، الآية : ٢٣.
(٢) سورة النساء ، الآية : ٥٩.