والإيمان بالرسالة والعمل بأحكامها من اوضح مصاديق الاحترام لها والاحتفاء بها.
ويتحقق بذلك ايضا تمهيد السبيل امامها لتشق طريقها الى سائر الافكار والاقطار متألقة بصورتها الحقيقية ـ لأن هذا الاسلوب من الاحتفال ـ يمثل في واقعه دعوة صامتة الى الرسالة الاسلامية والالتزام بنهجها القويم ـ منطلقة من قول الامام الصادق عليهالسلام : ما حاصله : كونوا لنا دعاة صامتين وقوله عليهالسلام : كونوا زينا لنا ولا تكونوا شيناً علينا ، وبكل ما تقدم يتحقق هدف الدفاع عن الرسالة بأسلوب وقائي يدفع عنها شبهات الرجعية والقصور وعدم القدرة على تحقيق اهداف الحياة للجيل المعاصر ومن المعلوم ان الوقاية خير من العلاج.
وإذا نظرنا بدقة الى مصدر تلك الشبهات التي اثيرت حول الاسلام وتعاليمه العادلة الخالدة ـ من قبل اعدائه الشرقيين والغربيين نجد ان سبب إثارتها هو انحراف اكثر المسلمين عن نهجه القويم وصراطه المستقيم الامر الذي ادى الى تفرقهم بعد الوحدة وضعفهم بعد القوة وتخلفهم بعد التقدم وقد سبب ذلك سريان الشبهة الى ابناء الامة الاسلامية وتأثرهم بها وخصوصا من سافر منهم الى الخارج لتلقي دراسته هناك في اجوائه المحمومة وافكاره المسمومة مع ان الاسلام بريء من كل تلك الشبهات واذا كانت هناك مسؤولية عن التخلف الذي اصاب الامة مؤخرا فهي تناط وتربط بالامة نفسها لانها ابتعدت عن رسالتها فكرا وعملا فابتعدت عن تقدمها وحضارتها الاصيلة واصبحت بذلك مصداقا لقوله تعالى :
( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) (١).
__________________
(١) سورة النحل ، الآية : ١٨٨.