فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) (١).
أما السنة القولية الداعية الى الاعتصام بحبل الوحدة والوئام بين افراد الامة الاسلامية فكثيرة وان اختلف الاسلوب الداعي الى ذلك بالصورة والشكل الا انه متحد ومتفق في المضمون والمحتوى ـ فتشبيه الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم المجتمع الاسلامي المتعاون المتعاطف بالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى ، يعتبر بيانا لما يجب ان يكون عليه المجتمع في ظل تعاليم الاسلام وهذا نوع من الدعوة الى الوحدة والتضامن بطريق غير مباشر.
وكذلك قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من اصبح وامسى لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم يعطي نفس المعنى لانه يفيد ان كل مسلم يفرض فيه ان يهتم بأمور إخوانه المسلمين ويسعى في سبيل تحصيل ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وهذا كناية عن التفاعل الذي يتوقع حصوله بين افراد الامة نتيجة اتحادها وتضامنها.
والآيات والروايات الناهية عن حصول ما يؤدي الى تصدع الصف الاسلامي كثيرة منتشرة على صفحات الكتاب الكريم وسنة النبي العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم واوضح مصاديق ذلك الآيات الناهية عن الغيبة والنميمة والسخرية والتنابز بالالقاب والتجسس.
وأوضح مصاديق السنة الناهية عما يسبب الخصام والشرذمة والانقسام الحديث المروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشهرة وهو قوله :
ولا تحاسدوا ولا تقاطوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا.
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٥٩.