بأصول الدين المعهودة وبما ينبثق منها ويتفرع عليها من الشريعة المنظمة لحركته العبادية بالمعنى العام للعبادة المستوعب لكل تصرفاته الاختيارية المنسجمة مع ارادته تعالى مع العمل فعلا بموجب احكام هذه الشريعة بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه وبالتخيير في موارد عدم الالزام بأحد الطرفين الفعل او الترك.
أجل : حيث ان الله سبحانه خلق الإنسان للغاية المذكورة وأراد منه تشريعا ان يحققها على الصعيد العملي وإذا اراد الله أمرا هيأ اسبابه او دعا لتوفير اسبابه ـ ومن أبرز اسباب تحصيل الإيمان الراسخ هو التفكر في هذا الكون الفسيح وما يشتمل عليه ويحفل به من عجائب المخلوقات الناطقة بحكمته البالغة والمعبرة عن قدرته الفائقة كما تعبر بلسان نظامها التكويني الحكيم المسير لها على نهج واحد مستمر ومستقر ـ عن وحدانيته تعالى بل وعن كماله المطلق بعد إدراك الإنسان بفطرته السليمة ضرورة اتصافه تعالى بالكمال المطلق ـ أي بجميع الصفات الكمالية ـ وامتناع تجرده منه ومن ابرز الصفات الكمالية التوحيد وهو الاصل الاول من اصول الدين ـ ومنها العدل وهو الاصل الثاني منها :
الأدلة القاطعة لإثبات أصول الدين الخمسة :
ومن الصفات الكمالية الحكمة ومعناها ان المتصف بها لا يصدر منه قولا بلا معنى ولا فعل بلا غاية وهدف وقد خلق الكون وما فيه لخدمة الإنسان كما صرح بذلك في الكثير من آيات كتابه الكريم وخلق الإنسان لعبادته وحده لا شريك له كما هو صريح قوله سبحانه :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (١).
__________________
(١) سورة الذاريات ، الآية : ٥٦.