العبودية في نفس العبد المؤمن ليبقى دائما وأبداً متحركا في فلك عبادته لله سبحانه بفعله ما أمر به وتركه ما نهى عنه ـ وبذلك يتضح ان العبادة بمعناها الخاص لها دوران ويترتب عليها أثران الاول ذاتي بلحاظ ما يترتب عليها في نفسها من المنافع والفوائد المعنوية والمادية ـ كالمنافع المترتبة على كل واحدة من فريضة الصلاة والصوم والحج والزكاة وهي مذكورة في محلها من الابحاث المحررة لبيان فلسفة العبادة في الاسلام بصورة عامة مع بيان الفوائد الخاصة المترتبة على كل واحدة منها بالخصوص وهي كثيرة ولعلي اتوفق لبيان ذلك مفصلا في دراسة خاصة اتناول بها كل واحدة من العبادات المذكورة وأبين ما يترتب عليها من الفوائد الهامة والعامة ـ والله ولي التوفيق.
فلسفة العبادة العامة ودور الخاصة في ترسيخ العقيدة :
الأثر الثاني : للعبادة بمعناها الخاص هو ما أشرت اليه من مساهمتها مساهمة فعالة في ترسيخ العقيدة وتقوية الايمان بالله سبحانه وهذا يؤثر وبطريق غير مباشر على تحقق العبادة بمعناها العام لان قوة الارتباط بالذات الإلهية المقدسة عبر العلاقة الإيمانية الوثيقة ـ تقتضي بطبيعتها استمرارية الاتصال بها وعدم الانفصال عنها باطنيا وظاهريا في اية حركة تصدر من الإنسان المؤمن المكلف على صعيد هذه الحياة ولا يراد بالعبادة العامة سوى ذلك فهي تمثل الجاذبية التكوينية التي تربط المجموعة الشمسية وتجذبها الى الشمس لتبقى منشدة اليها ومرتبطة بها ومتحركة في فلكها من دون ان تتجاوزه الى خارجه ولو قدر حصول ذلك لحصلت كارثة كونية تنذر وتهدد الكون بالفناء.
وهكذا أراد الله سبحانه للإنسان المكلف ان يبقى منشدا الى الذات