أهمية الجهاد في سبيل الدين انما تكتسب قيمتها من اهمية الدين باعتبار ان الوسيلة تكسب شرفها من الغاية المترتبة عليها فبقدر ما تكون الغاية شريفة وسامية تكون الوسيلة كذلك ـ فأقول :
ان الانسان يولد اول ما يولد حيوانا حاملا في طي كيانه كل الغرائز والطبائع الموجودة في سائر الفصائل الحيوانية كيف لا وهو حيوان ناطق ـ كما ذكر المناطقة في تعريفه وبيان حقيقته وانما يتميز عن غيره من هذه الفصائل بأمرين :
أحدهما مادي ظاهر والآخر معنوي مستتر اما الاول فهو الشكل والصورة واما الثاني فهو الاستعداد وقابلية الترقي من صف الحيوانية الذي يولد فيه الى صف الانسانية الذي يريد الله منه ويوجب عليه ان يترقى له ويصل اليه من خلال دخوله مدرسة الدين التي تمهد له وتساعده على استثمار قابليته البشرية التي اودعها الله فيه ليصقلها وينميها ويرقى بها من صف حيوانيته الادنى الى صف انسانيته الاعلى قياسا على حالة الجهل والامية التي يولد عليها الانسان ويرتقى منها بعد ذلك ويتجاوزها الى مرحلة العلم والثقافة بسبب دخوله مدرسة العلم والترقي ـ والدين وحده هو المدرسة الوحيدة التي يستطيع الانسان بواسطتها ان يصعد ويترقى من صف حيوانيته الى صف انسانيته.
قيمة الإنسان بالعلم والإيمان :
وذلك لان الإنسان لم يكن له وزن وقيمته التي كرمه الله بها وفضله على الكثير من مخلوقاته واسجد له ملائكته.
أجل : إن الإنسان لم يكن له هذا الوزن والاعتبار لقامته المستطيلة وصورته الجميلة ـ وانما كان له ذلك بأخلاقه الفاضلة واعماله الصالحة