وسلوكه المستقيم ومن المعلوم ان هذا لا يحصل له ولا يصدر منه الا بالالتزام بخط الدين من خلال الايمان الصادق بأصوله الفطرية المعهودة وبما تفرع عليها من القوانين العادلة الشاملة مع العمل بها في إطار العبادة العامة والخضوع لإرادة الله سبحانه بكل التصرفات وفي مختلف المجالات.
واما العلم والثقافة فلا يساهمان في بناء شخصية الانسان والترقي به من صف حيوانيته النازلة الى صف انسانيته الفاضلة الا اذا سارا معا في ركاب الدين فكان الدافع لهما والمحرك لشخص المتعلم في درب الغاية التي خلقه الله من اجلها وهي عبادته وحده لا شريك له ـ في هذا الفرض وحده يكون للعلم اثره الايجابي في بناء كيان الانسان وهو الذي جعله الله فريضة على كل مسلم ومسلمة.
واما اذا تجرد طلب العلم عن هذا الدافع الرسالي ولم ينطلق بصاحبه في خط الغاية السماوية الباعثة لخلقه كما هو شأن الكثيرين ممن يطلبون العلوم العصرية لاهداف مادية جامدة بعيدة عن روح الدين ومثله السامية ـ اما اذا تجرد طلب العلم عن ذلك من حيث الباعث في البداية والهدف والمقصد في النهاية فإن ضرره يكون اكبر واكثر من نفعه ـ إن كان له شيء من النفع ـ حيث يصبح لدى غير المتدين كالسلاح الواقع في يد غير العاقل فهو يسدده الى صدور الاخوان والاصدقاء اكثر من تسديده الى صدور الاعداء.
دور الدين في صنع شخصية الإنسان :
وما حدث في العالم ولا يزال يتكرر من الحروب الطاحنة في اكثر الاقطار ولاتفه الاسباب ـ اصدق شاهد واوضح دليل على واقعية هذه