بالمؤمنين باعتبار انهم الذين يتاجرون مع الله سبحانه ببيعهم له اموالهم وانفسهم لينالوا منه ثمنها وهو الجنة.
واما غير المؤمنين فقد باعوا اموالهم وانفسهم للشيطان وسوف يقدم لهم ثمن ذلك عذاب النيران وذلك هو الخسران المبين.
بيان كيفية الجهاد في سبيل الله بالأنفس والأموال :
وبعد بيان الربح المترتب على التجارة مع الله سبحانه بأقسامه المذكورة نشير الى كيفية الجهاد في سبيل الله بالانفس والاموال فنقول : مرت الاشارة الى ان المراد بالانفس الواردة في آيتي الشراء والتجارة الاعمال الصادرة عنها لا نفسها لان المكلف قادر على تسليم اعماله الاختيارية وتصرفاته الارادية وتسليمها لله عبارة عن الاتيان بها منسجمة مع ارادته تعالى وهو روح العبادة بمعناها العام.
واما الجهاد في سبيل الله بالاموال فيكون بصرفها في المصارف الراجحة المحبوبة لله سبحانه وجوبا او استحبابا وذكر الجهاد بالخصوص لاهميته كما مر بيانه مفصلا في الخطبة السابقة على هذه ومن المعلوم ان الجهاد في هذا السبيل مرتكز على بذل المال بشكل اساسي نظرا لحاجة المجاهد نفسه للنفقة اللازمة له ولمن تجب نفقته عليه من الابوين والزوجة والاولاد ونحوهم مع حاجة المعركة الى الذخيرة اللازمة التي تتوقف عليها مواجهة العدو بثبات وتحمل حتى ادراك هدف التحرر والتطهير وهناك موارد عديدة للجهاد بالمال في سبيل تحصيل مرضاة الله سبحانه وهي تأتي في المرتبة الثانية في الاهمية بعد الجهاد به في سبيل التحرير واستعادة العزة والحرية والكرامة ويمكن ان يشار الى هذه الموارد بعنوان اجمالي يشير اجمالا اليها وينطبق عليها وهو عنوان اغاثة