أنواع الربح المترتبة على التجارة مع الله سبحانه :
وحيث ان الربح المعنوي الروحي اهم ، قدمه الله بالذكر على غيره حيث قال سبحانه : ( تنجيكم من عذاب اليم ).
باعتبار ان النجاة والسلامة من الضرر الحاصلة بالتجارة مع الله سبحانه ـ تعطي المؤمن نعيما روحيا معجلا كما تعطيه منفعة وربحا ماديا يعود على جسمه بالقوة والحيوية نتيجة تجارته مع الله سبحانه وعمله بمقتضى هذه التجارة بصرف امواله في سبيل الله وحصر اعماله وتصرفاته الاختيارية في اطار مرضاته تعالى وعبادته وحده لا شريك له.
وقد اشار الله سبحانه الى عدة اقسام من النعميم والربح الروحي الحاصل للمؤمن في الاخرة منها ما هو حاصل له بسبب عفو الله عنه ومغفرته له وهو ما ذكر الله بقوله : يغفر لكم ذنوبكم ومنها ادخال الجنة المعبر عن رضا الله ومحبته مع خصوصية جريان الانهار تحتها فهو يعطي للنفس بهجة وللروح انتعاشا ومنها كون المساكن التي يقيمون فيها طيبة ومنها كونها في جنات عدن اي خلود ودوام ـ فإن ذلك يتمم النعيم الروحي بخلاف نعيم الدنيا المقترن بالعلم بزواله وعدم بقائه وهذا يخفف من الارتياح والانشراح به ان لم يؤد الى عدم حصوله اصلا.
وقد اشار الله سبحانه الى بعض انواع النعيم الروحي المعجل في هذه الدنيا وهو السرور والبهجة الحاصلة للمؤمنين بنصره لهم على اعدائهم وتحصيلهم الفتح القريب وقد اراد الله سبحانه ان يعجل لهم هذا النعيم الروحي والربح المعنوي بتقديم البشارة لهم بنيل كل ما وعدهم به من انواع النعيم حيث قال تعالى : ( وبشر المؤمنين ) وخصص البشارة