ممارسة بعض الاعمال ـ راجحا على وجه الوجوب او الاستحباب.
والتعبير بممارسة بعض الاعمال اشارة الى تسليم المبيع الثاني وهو النفس لان المراد منها هو العمل الصادر عنها لا نفسها كما هو واضح فكأن الله سبحانه قال :
ان الله اشترى من المؤمنين اعمالهم واموالهم بأن لهم الجنة ـ وبهذا الاعتبار تكون آية الشراء مفسرة للمراد من آية التجارة ومبينة للمراد منها.
والربح الذي اشار الله اليه في آية التجارة يمكن تقسيمه بلحاظ نوعيته ومكان حصوله الى اربعة اقسام لانه يقسم اولا بلحاظ نوعيته الى قسمين وهما الربح المعنوي الروحي والربح المادي الجسمي ـ وكل واحد منهما يقسم الى قسمين احدهما المعجل الحاصل في هذه الحياة والثاني المؤجل الذي سوف يحصل في الاخرة.
والمراد بالربح المترتب على التجارة مع الله سبحانه وهي موضوع الحديث المنفعة الحاصلة منها بالمعنى العام لهذه المنفعة الشاملة للأقسام الاربعة المذكورة والمراد بالمعنوي الروحي المعجل كل منفعة تعود الى الروح وتسبب لها البهجة والسرور والسمو والصفاء ونحو ذلك من المنافع المعنوية الحاصلة لها في هذه الحياة مقابل ما يحصل لها من ذلك في الآخرة وبذلك يعرف المراد بالربح المادي المعجل والمؤجل وللمزيد من التوضيح نقول : المراد به كل منفعة مادية تعود الى الجسم لتنعشه وتعطيه النمو والقوة والنشاط في الحاضر وفي مستقبل الآخرة حيث اعد الله سبحانه فيها ما تشتهيه الانفس من انواع النعيم المادي والروحي مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.