المشهورة ( الضرورات تبيح المحذورات ) وحينئذ رق لها بعد ان اطلع على واقعها المر ، وانها أرملة تعيل أيتاما ولا يوجد لديها ما تدفع به الجوع المؤلم عن نفسها واطفالها سوى هذا الطير الميت ونتج عن انفعاله العاطفي بمأساتها وتفاعله مع حاجتها القاسية ـ ان دفع لها المال الذي كان حاملا له ليصرفه في سبيل تأدية الحج المستحب ـ وتذكر القصة ان الله سبحانه كافأه على ذلك بأن بعث ملكا بصورته ليحج عنه تلك السنة وينال ثواب ما كان عازما عليه من حيث النية لان الاعمال بالنيات ومن حيث النيابة التي اراد الله بها ان يظهر له تقدير هذا العمل واحترامه به مضافا الى الثواب العظيم الذي احرزه بقضاء حاجة هذه المسكينة واطفالها الجائعين البائسين.
مع الاخذ بعين الاعتبار ثبوت الاجر العظيم لهذا الانسان على ضوء الروايات الكثيرة الدالة على اهمية قضاء حاجة المضطر وكشف كربته وإدخال السرور على قلبه ـ وما يترتب على ذلك من الثواب الجسيم والاجر العظيم ـ بغض النظر عن القصة المذكورة المشهورة والذي يساعد الانسان المؤمن على الاهتمام بصنع الخير للآخرين وقضاء حوائجهم التفاته التفصيلي وتذكره لما يترتب على ذلك من المنافع الدنيوية المادية والمعنوية المعجلة مضافا الى الفوائد الاعظم والادوم التي ينالها هناك يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وعمل صالح وزاد من التقوى نافع ورافع ولذلك امرنا الله بإعداده في الكثير من آيات كتابه حيث قال سبحانه :
( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أُولي الالباب ) (١).
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ١٩٧.