المكروبين وانقاذ الكثيرين من المعسرين الذين تصل بهم الازمة الاقتصادية الى درجة فوق التحمل والطاقة لينالوا بذلك ثواباً اعظم وأجراً أجسم يصح ان نحدده بثواب احياء النفس المحترمة الذي اعتبره الله إحياء للناس جميعا لاهميته وذلك بقوله سبحانه :
( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) (١).
وذلك لان قيمة كل عمل في الميزان الاخروي بقدر ما يترتب عليه من المنفعة لخلق الله باعتبار انهم عياله واحب الناس اليه انفعهم لعياله كما ورد في الحديث ـ ومن المعلوم ان فائدة المستحبات العبادية المتمثلة بالحج والعمرة والزيارة ونحوها مقصورة على صاحبها وبالقدر المحدود من الثواب.
وهذا بخلاف المستحبات الاجتماعية وربما اصبحت واجبة بالعنوان الثانوي ـ فهي تفيد صاحبها الذي يقوم بها في الدنيا حبا واحتراما وسعة رزق وطول عمر ودفع بلاء وقد أبرم إبراما كما ورد في الاحاديث وقد مرت الاشارة الى ذلك كله بصورة مفصلة في بعض الخطب السابقة التي تحدثت فيها حول موضوع الانفاق في سبيل الله تعالى.
ويسرني ان اختم الحديث حول موضوع التجارة مع الله سبحانه بذكر قصة تناسب المقام وحاصلها ان شخصا توجه الى تأدية الحج المستحب وفي طريقه شاهد امرأة تنتف طيراً ميتاً فأخبرها بحرمة أكل لحم الميتة وردت على اخباره لها بذلك بأنها عالمة بهذا الحكم وعالمة ايضا بجواز أكل مثل ذلك للضرورة القاسية انطلاقا من القاعدة
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية : ٣٢.