الحسنيين وقد تتمثل بكلتيهما حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية والرحمة السماوية وهما حصول الفائدة المطلوبة معجلا وما يترتب على نفس الرجوع الى الله سبحانه وتسليم الامر اليه ـ من الثواب الاخروي العظيم وقد لاحظنا حالة الفرح والاطمئنان التي كان عليها ذلك العبد نتيجة اعتماده على سيده ومالكه وهو مخلوق ضعيف مثله لا يجلب له نفعا ولا يدفع عنه ضررا الا بحول من الله سبحانه وعونه.
الفرق بين التوكل على الخالق والتوكل على المخلوق :
وهذا بخلاف الاعتماد على المالك والسيد الحقيقي القادر على كل شيء فإن الاعتماد عليه واللجوء اليه يكون اعتمادا على ركن وثيق لا يخيب آمله ولا يرد سائله الا بما يفيده حاضرا ومستقبلا دنيا وآخرة او في الآخرة لانها خير وأبقى ـ والتنبه لهذه الحقيقة الإيمانية هو الذي حرك في قلب الخليفة باعث الرجوع الى المرجع الحقيقي والملجأ الواقعي بالاعتماد عليه وايكال الامر اليه ونتج عن ذلك إزالة ظاهرة الحزن والكآبة وعودة الناس الى الوضع الطبيعي وحيث ان للتوكل على الله سبحانه بكل اقسامه المتقدمة دوره البارز في زرع الثقة والاطمئنان في نفس المؤمن المتوكل فقد ورد التنويه بشأنه والثناء على المتصفين به في العديد من الآيات والكثير من الروايات كما ورد ذلك في كلام بعض الحكماء وشعر الشعراء.
وقد مر ذكر بعض الآيات والروايات في صدر الحديث ويسرني ان اختمه برواية واردة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعض الحكم والابيات الشعرية الواردة حول موضوع التوكل.
روي عن ابن عباس انه قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لي : إني